Mask
Logo

أخبار-دولية

بين الأمس إلى اليوم.. الناتو يتجاوز اختبار البقاء وسط تصدعات الداخل

2025-06-25

قبل خمسة وسبعين عاماً، وُلد تحالف عسكري لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة. حلف شمال الأطلسي – الناتو – تأسس عام 1949 بقيادة الولايات المتحدة، لمواجهة الزحف السوفييتي في أوروبا، وكان أحد أعمدة الحرب الباردة. لم يطلق الحلف رصاصة واحدة ضد موسكو، لكنه شكّل جدار الردع النووي الذي حافظ على توازن الرعب لعقود.

ومع سقوط الاتحاد السوفييتي، انهار حلف وارسو الذي أنشأته موسكو لمواجهة الناتو، وظن كثيرون أن حلف الأطلسي فقد مبرر وجوده، لكن الذي حدث كان العكس. تمدد الناتو شرقاً، وضم وارسو نفسها، عاصمة بولندا، إلى جانب رومانيا وجمهوريات البلطيق، حتى بات على أبواب روسيا. توسع رأته موسكو تطويقاً خطيراً ونذيراً بمواجهة محتومة.

جاء عام 2022، وخلاله غزت روسيا أوكرانيا. استفاق الناتو من سباته، عزز جبهته الشرقية، ضاعف إنفاقه، واستعاد تماسكه. توسع أكثر باتجاه المحيط المتجمد الشمالي مع ضم فنلندا والسويد، مكرساً وجوده هناك، في خطوة رآها الكرملين خنقاً جيوسياسياً.

مع مرور الزمن، تعرض الناتو لنكسات، خلافات داخلية، مهام غير واضحة، حتى وصفه ماكرون في عام 2019 بأنه "ميت سريرياً". لم تُحل التصدعات. الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكك في ميثاق الحلف، وهدد بعدم الدفاع عن الحلفاء إن لم يزيدوا إنفاقهم الدفاعي بنسبة 5% من دخلهم القومي. تهديد يهز جوهر الردع الجماعي، ويطرح السؤال مجدداً: هل ينهار الحلف من الداخل قبل أن يُختبر من الخارج؟

قمة لاهاي لم تكن لقاءً تقليدياً، بل لحظة لإعادة تعريف الناتو: من هو العدو؟ ما مستقبل الردع؟ وأي دور له في عالم يتشكل على وقع الصراع من جديد؟ الإجابات أتت في البيان الختامي: روسيا هي العدو. سنرفع التسلح إلى 5% من الميزانيات. تخطى الناتو الامتحان الصعب، مرة جديدة.


تقرير: علي الموسوي

Logo

أخبار ذات صلة