2025-07-12
على وقع التصعيد الروسي شرق أوكرانيا، تتجه الأنظار إلى خطوة غير مسبوقة، اتفقت عليها ثلاثون دولة ضمن ما يعرف بـ"تحالف الراغبين"، مهمته تأمين أوكرانيا وضمان الاستقرار بعد وقف إطلاق النار.
القرار التاريخي جاء بعد مفاوضات مكثفة في العاصمة الإيطالية روما، حيث شارك لأول مرة وفد أمريكي، ما يعكس تحولاً واضحاً في الانخراط الأميركي في الملف الأوكراني خارج الأطر التقليدية لحلف الناتو.
الوفد ضم الفريق المتقاعد كيث كيلوج، الذي عُيِّن مبعوثاً خاصاً من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى اثنين من أبرز أعضاء الكونغرس: السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطي ريتشارد بلومنثال.
هذا التحالف اتخذ من باريس مقراً له، على أن يكون قادراً على الانتشار السريع فور انتهاء الحرب، وبدء مرحلة إعادة الإعمار وضمان الأمن الداخلي، خصوصاً في المناطق التي كانت ساحات قتال ضارية بين روسيا وأوكرانيا.
لكن المشاركة الأميركية لم تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل حملت مشروع قانون عقوبات جديدة ضد روسيا، يتضمن بنوداً صارمة، أبرزها فرض تعريفات جمركية بنسبة 500% على السلع القادمة من الدول التي لا تزال تشتري النفط الروسي.
خطوة تؤكد أن الضغط الاقتصادي سيستمر جنباً إلى جنب مع التحرك العسكري والدبلوماسي.
الدول المشاركة في هذا التحالف تبدو عازمة على ضمان ألا تُترك أوكرانيا وحيدة في مرحلة ما بعد الحرب، وسط إدراك متزايد بأن الاستقرار في كييف سيكون جزءاً لا يتجزأ من استقرار أوروبا بأكملها.
لكن، وبعد ثلاث سنوات من حرب استنزفت أوكرانيا وأثقلت كاهل أوروبا والعالم بأسره، يبقى السؤال مطروحاً:
هل يكفي تشكيل قوة ما بعد الحرب لإعادة بلد أنهكته المعارك إلى الحياة؟ أم أن الطريق إلى السلام لا يزال أطول وأصعب مما يبدو؟
تقرير: رزان السنيح