Mask
Logo

أخبار-دولية

سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط بين التباين والتنسيق مع إسرائيل

2025-07-22

منذ بدء حرب غزة، تردد الحكومية اليمينة في تل أبيب أنها تقاتل على سبع جبهات، مع تأكيدها مرارا على التناغم المستمر بين ترامب ونتنياهو حول السياسات المتعلقة بالشرق الأوسط، لكن ثمة وجهتا نظر لمقاربة السياسة الأميركية تجاه الحروب التي تفتعلها إسرائيل في الإقليم أو ما باتت تسميه الشرق الأوسط الجديد.

وترى الأولى أن تل أبيب وواشنطن لا تقرئان من الصفحة ذاتها، وأنه يمكن لأولئك الذين يبحثون عما يكبح جماح إسرائيل في غزة ولبنان وسوريا وحتى إيران، التعويل على تباين المواقف والأوليات بين واشنطن وتل أبيب، إذ أن ترامب ألزم نفسه بإنهاء الحروب، وإبعاد الولايات المتحدة عن التورط في حرب جديدة، ويعتقد هؤلاء أنه في مرحلة ما ستكون هناك يقظة أميركية تضع حدا للسلوك الإسرائيلي الذي يعمل على تفجير المنطقة برمتها.

هم يستندون إلى ما تبذله واشنطن من مسعٍ عبر مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف ونظيره توم براك لإطفاء الحرائق في المنطقة، ففي غزة يبذل ويتكوف جهودا مضنية لجسر الهوة بين حماس وتل أبيب، للتوصل إلى صفقة، في وقت أرست بلاده هدوءا ولو هشا بين لبنان وإسرائيل.

فيما تبنت في سوريا سياسة إيجابية عبر رفع العقوبات ومنح البلاد فرصة للنهوض. وعلى جبهة إيران خاضت واشنطن مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد قبل أن يعطلها نتنياهو بإشعاله حربا مباشرة، انتهت بضرب منشآت نووية.

ورغم أن ذلك اعتبر مشاركة أميركية مباشرة بالحرب، إلا أن البعض يرى أن الهجمات منعت حربا شاملة وهيأت لمفاوضات جديدة مع إيران يمكن معها التوصل إلى اتفاق رغم تلويح ترامب الأخير بمعاودة الضربات لنووي إيران.

لكن ذلك بدا أنه انهار دفعة واحدة، حسب وجهة النظر الأخرى، التي تقارب سياسة واشنطن في الإقليم، من منظور ترى فيه أن هناك تقاسم مفضوح للأدوار بين واشنطن وتل أبيب لإدارة أزمات الشرق الأوسط الجديد، سواء من خلال استمرار حرب غزة بما تحمله من مأساة لا توصف، دون أن يجبر الأميركيون نتنياهو على إظهار جدية في المفاوضات، عدا عن طرح مشاريع تصب جميعها في مساع تهجير الفلسطينيين منها نية ترامب لتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط.

وفي لبنان عجزت واشنطن عن تحقيق حسم في هذا الملف فيما تستبيح إسرائيل سماء البلاد عبر قصما شبه يومي، فيما تقابل واشنطن انفتاحها على سوريا بعدم منع نتنياهو من تقويض استقرارها ودفعها إلى مخاطر الاقتتال الطائفي دون إدانة صريحة للسلوك الإسرائيلي.


تقرير: نادر علوش


Logo

أخبار ذات صلة