في وقت يبحث فيه العالم عن الأمان وسط أزمات السياسة والاقتصاد، لمع الذهب من جديد ليس فقط ببريقه المعتاد، بل بسعره التاريخي الذي تجاوز 3500 دولار للأونصة الواحدة.

ومنذ بداية عام 2025 ارتفع سعر الذهب بنسبة 33%، ما فتح باب التساؤلات حول الأسباب التي دفعت هذا المعدن العريق إلى بلوغ أرقام قياسية جديدة.

الولايات المتحدة تمسك بزمام القرار، إذ تتوقع الأسواق أن يقدم الاحتياطي الفدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، وهو ما يقلل من جاذبية الدولار للاستثمار ويعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن يحافظ على قيمته.

كما أن الدولار الأميركي شهد تراجعا واضحا في قيمته أمام العملات الأخرى، ما جعل الذهب أرخص نسبيا للمشترين من خارج أميركا وزاد من حجم الطلب عليه، وبطبيعة الحال فإن ارتفاع الطلب يقود تلقائيا إلى صعود الأسعار.

وهناك عامل سياسي بارز لا يمكن تجاهله، حيث هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي واتهمه باتخاذ قرارات خاطئة، وهو ما زاد من قلق المستثمرين الذين يخشون من تدخل السياسة في القرارات المالية.

ووسط هذا القلق اتجه المستثمرون نحو الذهب ليس في أميركا وحدها بل في أنحاء العالم كافة، لأنه في الأزمات يبقى الذهب الخيار المفضل لحماية الثروات.

والمستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة، لما سيكون لها من أثر في تحديد ما إذا كانت أسعار الفائدة ستنخفض فعلا أم لا، وإلى أن تتضح الصورة، يظل الذهب متربعا على العرش، ملكا للأمان، ونجم المال العالمي الذي لا يغيب.

تقرير: إيسامار لطيف