2025-08-20
قبل سنتين أو أكثر، كان الرئيس الفرنسي يتهيأ بحماسة لاستقبال من يمثل أحد حلفاء بلاده في الشرق الأوسط. هذا الود الظاهر في تلك المشاهد صار هذه الأيام تصويبًا للتهم بمعاداة السامية ومكافحة الإرهاب.
هكذا لم يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة إلى ماكرون، في تقريعه لإعلانه عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية.
هنا يصر الفرنسيون على لحظة سياسية جديدة قد بزغت في التعامل مع المسألة الفلسطينية، وترد باريس على النقد بنقد مماثل. معاداة السامية لا تصلح تهمة لتوجيهها لدولة تحارب معاداة السامية بكل الطرق.
يبدو أنها مواجهة سياسية تصر فيها فرنسا على الحفاظ على نموذجها في مقاربة الصراع في الأراضي الفلسطينية، نهج يتمسّك بحماية خيار الدولة الفلسطينية المستقلة، ومسار يبدو أنه محكوم بمزاج شارع غاضب من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ومن عجز الحكومات الغربية عن وقفها حتى وإن انعطف اتجاه تعاطيها مع تلك الحرب منذ اندلاعها في اتجاه آخر.
أيامًا بعد أحداث السابع من أكتوبر، جاء الرئيس الفرنسي للتضامن مع تل أبيب، كما فعل في تلك الأثناء زعماء غربيون آخرون. هنا أكد ماكرون لنياهو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وقطع كل محاولة للمس بأمنها.
خيضت الحرب، ومضت الشهور ولم تتوقف، وبدأ الموقف الفرنسي ومعه الموقف الغربي أيضًا يتململ.
قبل أسابيع قليلة، كانت فرنسا في الأمم المتحدة بيويورك تقود إلى جانب السعودية وشركاء دوليين آخرين، سعيًا لمنع حل الدولتين من الانهيار. اتضح أن الحرب لا تصنع السلام. انضم إلى الفرنسيين أيضًا البريطانيون وآخرون، جميعهم يقولون إنهم راغبون في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع العلم أن قيامها ما زال في نطاق الممكن المأمول.
تقرير: سارة عبد الجليل