2025-07-07
في وقت يترقب فيه القطاع المنهك بصيص أمل لإنهاء أكثر من عشرين شهراً من الحرب والمعاناة، تتجه الأنظار إلى العاصمة الأميركية، حيث يستقبل البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة مفصلية قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.
هذه المرة، يحط نتنياهو في واشنطن بثقة المنتصر، لا بقلق المتوتر كما في زيارتيه السابقتين، حين كانت إيران تتصدر المشهد. أما الآن، فجدول أعماله مزدحم بقضايا مصيرية، على رأسها وقف إطلاق النار في غزة، لكن خلف الكواليس هناك ما هو أعمق.
الزيارة تحمل في طياتها أهدافاً سياسية بامتياز، مثل التطبيع مع سوريا، والمفاوضات مع لبنان، وتعزيز موقع نتنياهو الداخلي وسط مشهد إسرائيلي منقسم، وتأكيد متانة التحالف الأميركي–الإسرائيلي، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي وضعت تل أبيب وجهاً لوجه أمام طهران.
في موازاة الحراك السياسي في واشنطن، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر فلسطينية أن الجولة الأولى من مفاوضات قطر انتهت دون اختراق حقيقي، مشيرة إلى أن الوفد الإسرائيلي يفتقر للتفويض الكامل لعقد اتفاق نهائي.
من جهتها، تحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن خلاف جوهري يتمثل في إصرار حركة حماس على إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يحتفظ بعلاقات شخصية وثيقة مع نتنياهو، أبدى تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق هدنة، لكن خلف هذا التصريح تتردد أنباء بأن نتنياهو كان يخطط لإعلان التهدئة بالتزامن مع مرور 20 شهراً على اندلاع الحرب، قبل أن تؤجل أزمة داخلية تتعلق بالحريديم الإعلان المنتظر.
الصحافة الإسرائيلية تقول إن الفجوات مع حماس ليست مستعصية، بل يمكن حلها في يوم واحد إذا توفرت الإرادة. لذا، لم يعد السؤال: هل تنتهي الحرب؟ بل: ما الثمن الذي سيدفعه سكان غزة المدمرون مقابل لحظة سلام مرتقبة؟
تقرير: إيسامار لطيف