ما هي إلا أيام قليلة على وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس، حتى خرج رئيس الحكومة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ليقول إن مشروع "ليبيا خالية من المليشيات والفساد" مستمر.

ورغم أن مشهد الخلافات والصراع في ليبيا كان في مجمله يختصر بين الشرق والغرب، إلا أن عنوانه اليوم العاصمة طرابلس نفسها، والغرب عموماً.

تطورات مفاجئة تأتي في أعقاب مقتل قائد كبير لإحدى الجماعات المسلحة، يدعى عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، قبل أيام، والهزيمة السريعة لجهاز دعم الاستقرار، الذي يتولى قيادته، على يد الفصائل المتحالفة مع الدبيبة.

عقب مقتل الككلي، نشر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة مقطعًا مصورًا للدبيبة وهو يوجه التحية لقوات الأمن التي تحمي مبنى رئاسة الوزراء. وقال إن الدبيبة استقبل في وقت لاحق وفودًا من الوجهاء لمناقشة أوضاع طرابلس، وما أُطلق عليها "العملية الأمنية الناجحة" في أبو سليم، وهي المنطقة التي شهدت الاشتباكات، مؤكدًا أن هذه العملية تندرج ضمن رؤية الدولة الثابتة لإنهاء التشكيلات المسلحة الخارجة عن مؤسسات الشرطة والجيش.

أحداث قدّم على إثرها ثلاثة وزراء على الأقل استقالاتهم، تعاطفًا مع مئات المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة باستقالة الدبيبة، بينما طالبت البعثة الأممية في ليبيا باتخاذ تدابير لحماية المدنيين والممتلكات العامة، مع منح المستشفيات حماية خاصة.

وفي وقت دعت فيه مصر جميع الأطراف في ليبيا إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس.

ليس من الممكن وضع ما حصل في إطار صراع على النفوذ بين الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة، لكن أوساطًا سياسية وإعلامية ليبية تعتبر أن مقتل غنيوة لا يعد حدثًا استثنائيًا عابرًا، بل يدشن مرحلة جديدة في المعادلة الأمنية والسياسية في ليبيا.