2025-05-21
تتسارع وتيرة الأحداث في الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث تلوح في الأفق ملامح توتر غير مسبوق في العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبينما تتصاعد المآسي الإنسانية داخل القطاع المحاصر، تتكثف الضغوط الدولية المطالبة بوقف العمليات العسكرية، والسماح بإدخال المساعدات.
هذا المشهد السياسي المعقد يشهد دخول أطراف إقليمية ودولية جديدة على خط الأزمة، وسط ما يبدو أنه تراجع في هامش المناورة السياسي الذي كان يتمتع به نتنياهو سابقًا على الساحة الدولية، وخاصة في واشنطن.
إذ أكد مسؤولان في البيت الأبيض لشبكة "سي إن إن" أن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط من استمرار الحرب في غزة، وقد عبّر عن انزعاجه الشديد من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين.
هذا التحول في الموقف الأميركي يأتي بعد أسابيع من صمت نسبي أو دعم مشروط للسياسات الإسرائيلية، وبحسب مصادر مطلعة، طالب ترامب مساعديه بإبلاغ نتنياهو برغبته الصريحة في إنهاء الحرب، وعودة الرهائن، والسماح بدخول المساعدات، والبدء في إعادة إعمار غزة.
هذا التوجه يتعارض مع مواقف الرئيس السابقة المعروفة بتأييدها غير المشروط لإسرائيل، ما يثير تساؤلات حول دوافع هذا التغير: هل هو ضغط شعبي أميركي؟ أم إعادة تموضع استراتيجي في السياسة الخارجية؟
في تقرير لموقع "المونيتور"، نُقل عن مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن الأيام المقبلة ستكشف عن سخط متزايد من ترامب تجاه نتنياهو، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية أخطأت في تقييمها لإدارة ترامب الجديد، في إشارة إلى أن الرئيس الحالي يختلف جذريًا عن محيطه السابق الذي كان أكثر تساهلًا مع تل أبيب.
ولا يتعلق الأمر فقط بشخص الرئيس، بل بطبيعة المرحلة الدولية، حيث تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة من حلفاء تقليديين، وتهديدات بفرض عقوبات إذا استمرت في تعنّتها بشأن إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية.
وقد أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، بيانًا مشتركًا هو الأقوى حتى الآن، هدّدوا فيه باتخاذ "خطوات ملموسة" ضد إسرائيل ما لم توقِف عملياتها في غزة، وترفع قيودها على دخول المساعدات الإنسانية.
وفي حال استمرار حكومة نتنياهو في تجاهل النداءات الدولية، فإن المسار القادم قد يشهد تصعيدًا سياسيًا جديدًا، ليس بين إسرائيل والفلسطينيين فحسب، بل بين تل أبيب وواشنطن أيضًا.
تقرير: فؤاد مشيك