2025-11-02
أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" السبت عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطرا وشيكا إثر سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الصناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، سيطرت قوات الدعم السريع الأحد على الفاشر، آخر معاقل الجيش في الإقليم بعد حصار استمر 18 شهرا.
ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، فيما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وأكد ناجون وصولهم إلى بلدة طويلة أن المدنيين قُتلوا أو أُصيبوا أثناء محاولتهم الفرار، بينهم أطفال وشباب، في حين تمكن نحو خمسة آلاف شخص فقط من الوصول إلى طويلة، على بعد 70 كيلومترا غرب الفاشر.
وقالت "أطباء بلا حدود إنّ" عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد الشهادات عن فظائع واسعة النطاق. وأوضح رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه: "الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار".
وأفاد شهود عيان بأن حوالى 500 مدني حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها. وتم فصل الفارين بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، فيما يُحتجز كثيرون مقابل فدية.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل المدينة ومحيطها، وفق مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، الذي رصد 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.
وخلال مؤتمر "حوار المنامة" في البحرين، وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الوضع في السودان بأنه "كارثي تمامًا" و"أكبر أزمة إنسانية في العالم"، فيما نددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بالظروف "المروعة" و"استخدام مدمّر للاغتصاب كسلاح في الحرب".
وأعلنت قوات الدعم السريع توقيف بعض عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات وتعهد قائدها محمد حمدان دقلو بمحاسبة كل من يثبت تورطه، لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية شكك في جدية الالتزام.
وأوضحت الأمم المتحدة أن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من الفاشر منذ الأحد، فيما كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم، محذرة من تمدد العنف إلى ولاية كردفان المجاورة.