2025-06-26
في مايو الماضي، تبنى تنظيم داعش الإرهابي أول عملية له في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد.
مما لا شك فيه أن التنظيم يعد أحد أخطر التحديات الأمنية التي تواجه الحكم الجديد في سوريا، وسط مخاوف من عودة نشاطه عبر إعادة ترتيب صفوفه وبناء قدراته لتعطيل التحول السياسي، وتقويض الحكومة الحالية بدوافع وأساليب مختلفة.
ما جعل من هذه المخاوف واقعاً عملياً، هو الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق، ومسارعة الحكومة إلى تحميل داعش المسؤولية عنه، وإعلانها القبض على خلية للتنظيم في دمشق وريفها، مشيرة إلى أن هوية منفذي التفجير قدما من مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية.
حتى الآن، لم يصدر أي بيان من داعش يتبنى الهجوم، لكن وفق معلومات للجيش السوري، فإن أولوية داعش وارتدادات هجوم مار الياس ينسجمان إلى حد بعيد مع اتهام الحكومة للتنظيم، لا سيما بعد اعتقال أفراد ينتمون إليه في دمشق وريفها.
وحول خطر استئناف داعش نشاطه بقوة، تحذر مصادر سورية حكومية من أن التنظيم يعتمد استراتيجية تتضمن انتقال عناصره من البادية السورية إلى المدن الحضرية، والتغلغل فيها، وتشكيل خلايا جديدة داخلها.
لا يعد ذلك مجرد افتراضات، فهي مبنية – وفق مصدر عسكري سوري – على معلومات حساسة تتعلق بخطط داعش، والتي تتضمن تنفيذ عمل عسكري واسع ومباغت، من خلال السيطرة على عدة أحياء في مدن رئيسية بشكل متزامن، فضلاً عن استهداف دور العبادة في محاولة لتأجيج الفتنة الطائفية والدينية، لإثارة الفوضى وتجنيد المزيد من الأفراد.
هذه المخاطر لا تقلق فقط الحكم الجديد في سوريا، فواشنطن، التي لا تزال تحتفظ بمئات الجنود هناك، تحذر هي الأخرى من عودة تنظيم داعش، حيث يرى بعض قادتها العسكريين أن وجوداً عسكرياً أميركياً في سوريا لا يزال ضرورياً للتعامل مع خطر عودة داعش، وأن أي قرار لواشنطن يتعلق بإعادة تموضع هذه القوات يجب أن يأخذ هذه المخاوف في الاعتبار.
تقرير: نادر علوش