2025-08-15
مع استمرار الحرب وتدمير مبنى معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى - فرع غزة، يواصل المعهد تقديم دروس الموسيقى للأطفال في الخيام والمباني المدمرة كوسيلة للعلاج النفسي وبث الأمل.
شاب من المعهد قال: "منذ بداية هذه الحرب، تنقلت من مكان إلى آخر قرابة 50 مرة، كنت في خان يونس. جاءتني فكرة هذا المشروع من بعض أصدقائي أن أحمل غيتارًا في قلب الحرب، وفعلاً أخذت الغيتار وبدأت أعزف، فتجمع حولي الأطفال. في تلك اللحظات، كنا ننسى الحرب، وهنا خطرت لي فكرة: لماذا لا نقوم ببعض الأنشطة الموسيقية رغم هذه الحرب. بدأنا المشروع بشكل بسيط، ثم قمنا بتطويره، وتواصلت مع زملائي في المعهد وأخبرتهم عن هذه المبادرة، فقالوا لي: نحن معك. هذه الحرب تسببت للأطفال في الكثير من المشكلات مثل الصدمات النفسية والجوع وقلة النوم والبكاء والحزن، فحاولنا بكل جهدنا استخدام العلاج بالموسيقى لمساعدتهم على التعافي".
وأوضحت شابة مشاركة في الدروس: "أعتقد أنني شغوفة جدًا بالموسيقى، أحب اكتشاف الأنماط الموسيقية الجديدة، لكن بشكل خاص، أنا مهتمة جدًا بموسيقى الروك. ومع ذلك، تغيّر هذا المعنى بالنسبة لي خلال الحرب، لأنه لم يقتصر الأمر على الاستماع إلى الموسيقى المنتجة مسبقًا، بل بدأت أتعلم كيف أُنتج تلك الأصوات بنفسي، مع العلم أن هناك أيام أتغيب فيها عن دروسي، رغم أنني لا أملك سوى حصتين في الأسبوع، لكن أحيانًا أكون جائعة ولا أملك طاقة كافية لأمشي هذه المسافة القصيرة من منزلي إلى هنا، فأضطر إلى التغيّب".
وأشار معلم آخر: "الموسيقى في زمن الحرب تمثل لي ولجميع الطلاب الذين ندرّسهم الأمل ومخرجًا من أجواء الحرب، إنها تمثل البلسم الذي يداوي الجراح. الموسيقى هي بصيص الأمل الذي يتمسك به أطفالنا وشعبنا في عتمة الأيام. يقضي الأطفال ساعتين أو ثلاثًا من المرح والإبداع والاستماع إلى الموسيقى والتفاعل والجمال. نحن نحيي فيهم حسن الاستماع، نحيي فيهم الغناء، ونحيي فيهم الأمل، ونحيي فيهم روح الإبداع".
وأكد أحد المعلمين: "أستخدم الموسيقى كوسيلة لعلاج الناس نفسيًا، وما أفعله هنا هو أنني أسعد الأطفال من خلال الموسيقى، لأنها من أفضل الطرق للتعبير عن المشاعر".
ويعمل المعهد على تصنيع أدوات إيقاعية من بقايا الحرب لتعويض نقص الآلات الموسيقية، وتعزيز صمود الأطفال، ليبقى التعليم الموسيقي ملاذًا للعلاج النفسي وبصيص أمل وسط الدمار.
تقرير: إيسامار لطيف