2025-07-11
لم يكن كهف جاسنا في قضاء دوكان بمحافظة السليمانية مجرد موقع جغرافي، بل تحول إلى مسرح لنهاية حقبة وبداية أخرى.
مشهد استثنائي يعيد رسم خارطة الصراع في المنطقة، تخللته مراسم تاريخية لإلقاء السلاح من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني، بحضور وفود رسمية من إقليم كردستان، وممثلين عن الحكومة العراقية، ومسؤولين أتراك.
وسط طقوس رمزية، وقف ثلاثون مسلحاً ومسلحة في صف واحد، يضعون أسلحتهم في المرجل، قبل أن تلتهمها النيران. لحظة بدت كأنها تحرق أربعة عقود من الصراع مع الدولة التركية، لتفتح صفحة جديدة نحو السياسة والحوار.
برز في هذا التحول التاريخي الدور القيادي للرئيس مسعود بارزاني، الذي مهّد لهذه اللحظة عبر وساطات دقيقة، واستضاف وفود حزب "دم بارتي" التركي، مما عزز موقعه كحلقة وصل موثوقة بين أنقرة والحزب الكردي.
وقد جاءت الخطوة استجابة لنداء عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المسجون في تركيا، لإنهاء التمرد والتحول إلى العمل السياسي الديمقراطي.
الهدف من الخطوة لم يكن فقط إنهاء القتال مع تركيا، بل إعادة تموضع حزب العمال في المشهد الكردي كقوة سياسية فاعلة، بدلاً من بقائه عسكرياً في جبال قنديل. وتشرف لجنة ثلاثية – تركية، عراقية، وكردستانية – على تنفيذ مراحل التسليم الكامل للسلاح، والمتوقع إتمامها بحلول سبتمبر المقبل.
رحلة تبدأ من الجبال إلى قاعات السياسة، من فوهات البنادق إلى منابر الحوار. والتاريخ، كما يقول البعض، كتب مجدداً بالنار، ولكن هذه المرة لحرق السلاح، لا لإشعاله.
تقرير: علي الموسوي