حذر المبعوث الأميركي الخاص توم براك من أن لبنان يواجه "تهديدا وجوديا" ويخاطر بالوقوع في قبضة قوى إقليمية ما لم يعالج قضية أسلحة حزب الله. وصرح براك لصحيفة "ذا ناشيونال" بأن لبنان بحاجة إلى حل هذه القضية أو قد يواجه عواقب وخيمة.

واشار براك إلى نفوذ إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تبرز نفسها بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام مرة أخرى، مستخدما الاسم التاريخي للمنطقة السورية.

وأكد المبعوث الأميركي أن هناك حاجة ملحة لتحرك لبنان، مشددا على أن القوات المسلحة اللبنانية هي "الوسيط الأفضل" لحل الأزمة، لكنها تواجه نقصا حادا في التمويل. وأشار إلى أن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله بالكامل قد تكون متقلبة وقد تشعل حربا أهلية، واقترح حلا ممكنا يتضمن موافقة حزب الله على تسليم أسلحته الثقيلة إلى مستودعات تخضع لرقابة دولية.

كما لفت براك إلى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على تمويل للجيش اللبناني من الشركاء الخليجيين، لكنها تواجه مقاومة بسبب المخاوف من الفساد. وأكد ضرورة الدعم المستدام للجيش اللبناني لتمكينه من تحقيق الاستقرار في البلاد والحد من سيطرة حزب الله.

وقد قدم المبعوث الأميركي اقتراحا لبيروت الشهر الماضي يربط المساعدات الاقتصادية وإيقاف العمليات العسكرية الإسرائيلية بنزع سلاح حزب الله بالكامل. ورغم استجابة السلطات اللبنانية بوثيقة تدعو إلى انسحاب إسرائيلي من الأراضي المتنازع عليها وإعادة تأكيد سيطرة الدولة على الأسلحة مع تفكيك سلاح حزب الله في جنوب لبنان، إلا أنها لم توافق على نزع السلاح على الصعيد الوطني.