Mask
Logo

أخبار-عربية

تقارير: حزب الله يناقش تقليص دوره المسلح دون التخلي الكامل

2025-07-04

في الحروب، لا تُقسّم الخسائر بالتساوي، هناك من يدفع الثمن مضاعفًا، ليس بالأرواح والممتلكات فحسب، بل بما هو أثقل: الانهيار المعنوي وغياب السند. الماديات تُعوّض، أما غياب القادة وسقوط الهيكل فوق رؤوس من بنوه، فذلك جرح لا يُرمّم بسهولة.

هكذا شعر جمهور حزب الله مع اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، من تفجيرات البيجرز إلى السابع والعشرين من أيلول، توالت الضربات، وسقف "المقاومة الإسلامية" بدأ يتصدّع أمام أعين أنصارها.

ثم جاءت الحرب الإيرانية–الإسرائيلية لتسكب الزيت على النار وتسرّع الانهيارات، وفي الكواليس، القرار بسحب سلاح "المقاومة" وُضع على الطاولة منذ شهور، بتوافق أميركي–إسرائيلي، وتحت غطاء ضغوط دبلوماسية وأمنية مكثفة، فـ تل أبيب وواشنطن مستعدتان لخوض عشرات الحروب لتنفيذ هذا الهدف.

لكن السؤال الأهم يبقى: هل يرضخ حزب الله؟ أم يختار طريقًا ثالثًا بين السلاح الكامل والتفكيك الكامل؟

مصادر مطلعة أكدت لوكالة رويترز أن حزب الله يناقش تقليص دوره كجماعة مسلحة دون التخلي عن السلاح بالكامل، والقرار لم يُحسم بعد، لكن الحرب الأخيرة فرضت واقعًا جديدًا على الحزب، ما دفع بقيادات الحزب إلى عقد اجتماعات مغلقة لبحث مستقبل القيادة وترسانة الأسلحة والدور السياسي والاجتماعي.

وتخلت الجماعة فعليًا عن بعض مستودعاتها في الجنوب، وتسعى لتقديم تنازلات مشروطة، مثل تسليم بعض الصواريخ والطائرات المسيّرة، بشرط تراجع إسرائيل إلى ما بعد الليطاني ووقف الهجمات، إلا أن الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ دفاعية لا يزال ضمن الثوابت، في ظل التهديدات الإسرائيلية والمخاوف من الجماعات المسلحة في سوريا.

وعلى الأرض، الضغوط تتزايد: نقص في التمويل، تراجع في الخدمات، وشح في التعويضات للمتضررين من الحرب، ما أجّج الاستياء حتى داخل جمهور الحزب.

وبينما تلوّح الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي بربط إعادة الإعمار بتسليم السلاح، يواجه حزب الله تحديًا وجوديًا حقيقيًا: كيف يحافظ على هويته المقاومة في وقت تتغيّر فيه قواعد اللعبة داخليًا وخارجيًا؟


تقرير: إيسامار لطيف


Logo

أخبار ذات صلة