في درعا، لم يكن التوغل الإسرائيلي رسالة أمنية فقط، بل جملة اعتراضية في نص سياسي يعاد كتابته من جديد.

إذ أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تطلع دمشق للتعاون مع واشنطن لإحياء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، والعبارة بدت تقنية لكنها لم تكن عادية، لأن العودة إلى ذلك الاتفاق تعني اعترافًا ضمنيًا باستقرار جبهة الجولان، والقبول بأن مرحلة الصراع قد وصلت إلى مفترق جديد.

لكن السلام لا يُمنح مجانًا ولا يُصاغ في العلن، حيث ظهرت تسريبات عن مطالب سورية بثلث الجولان ومدينة طرابلس اللبنانية وأراضٍ في شمالي لبنان ووادي البقاع كجزء من تفاهمات شاملة.

في المقابل، يسود صمت سياسي إسرائيلي مشوب بالترقب، لا تأكيد ولا نفي، لكن الجيش الإسرائيلي لم يصمت، إذ نفذ إنزالًا جويًا قرب دمشق وتوغلًا وقصفًا في درعا.

وجاء هذا التوازن القلق مع تقارير إعلام عبري تتحدث عن محادثات روسية إسرائيلية سرية حول ملفي سوريا وإيران.

ونفت موسكو ذلك لكنها لم تشرح تكتمًا رسميًا، وأسئلة تُطرح في العلن: إذا لم تكن هناك مفاوضات، فلماذا كل هذا الصمت؟

بهدوء سياسي على الطاولة وضجيج عسكري تحتها، هكذا يُدار الملف السوري اليوم. الشعار الجديد للدولة قد لا يكون تغييرًا في الرمز بقدر ما هو إعلان صامت عن دولة تعيد رسم نفسها من جديد، فالشعار تغير، لكن الجغرافيا ما تزال قيد التعديل.

تقرير: علي حبيب