2025-08-07
بينما تدق ساعة الحسم يتجه بنيامين نتنياهو إلى فرض السيطرة الكاملة على غزة في قرار يتجاوز معارضة المؤسسة العسكرية وينذر بتورط طويل الأمد قد يعمق جراح إسرائيل بدل أن يداويها.
ولم يكن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر مجرد نقاش في الخيارات العسكرية بل لحظة حساسة في مسار حرب فقدت بوصلتها.
ويبدو نتنياهو عازمًا على فتح جبهة شاملة داخل غزة رغم تحذيرات الجيش من سقوط العشرات من جنوده وتهديد حياة الرهائن الذين يعتقد أن نحو عشرين منهم ما زالوا أحياء، فيما وصف قائد الأركان إيال زامير الخطة بالمصيدة فيما فضّل طرح خيار الحصار المتدرج.
لكن نتنياهو الذي يبحث عن نصر بأي ثمن يواصل تجاهل تلك التوصيات مدفوعًا بحاجة سياسية للبقاء أكثر من أي استراتيجية واضحة للنصر، في قطاع غارق بالمجاعة وسوء التغذية بسبب فرض سياسة التجويع وبين سكان نزحوا مرارًا وتكرارًا، حيث تتكدس جثث الضحايا تحت الأنقاض وفي طوابير المساعدات، وتسقط الإعانات المنتهية الصلاحية من السماء بينما تبقى المعابر مغلقة.
وبين هذا وذاك يقف الرئيس الأميركي متفرجًا تارة تاركًا أمر احتلال غزة بيد إسرائيل ومتدخلًا تارة أخرى بالتشديد على أولويات إطعام الجياع في القطاع.
وبينما يصفق أنصار نتنياهو لخطابه الحربي، تحذر الأمم المتحدة من انهيار إنساني وشيك، فيما لا شيء يشير إلى نهاية قريبة سوى أن الاحتلال المقبل إن وقع لن يحرر رهينة ولن يصنع نصرًا بل سيثبت فشلًا جديدًا في سجل يتصدره نتنياهو وحده.
تقرير: علي الموسوي