في سياق تحركاتها الإقليمية، استضافت تركيا قمة مصغّرة في إسطنبول جمعت الرئيس رجب طيب إردوغان برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، القمة بحثت ملفي الهجرة والاستقرار في ليبيا.

ووفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أكد إردوغان على أهمية التنسيق المشترك للحد من الهجرة غير النظامية، فيما شدّد بيان الحكومة الإيطالية على ضرورة تعزيز التعاون مع ليبيا في مكافحة شبكات التهريب ودعم جهود الاستقرار.

وتأتي القمة في وقت تشهد فيه السواحل اليونانية تزايداً في أعداد الوافدين من ليبيا، ما دفع أثينا إلى تجميد بعض طلبات اللجوء مؤقتًا.

كما تحتفظ تركيا وإيطاليا بعلاقات وثيقة مع حكومة طرابلس، خاصة في مجالي الدفاع والطاقة، في ظل استمرار الانقسام السياسي في ليبيا بين حكومة الغرب المعترف بها دولياً وسلطة موازية في الشرق.

وفي سياق متصل، بدأت تركيا بتصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر خط أنابيب يربط مدينة كلس التركية بمدينة حلب، في إطار خطة تهدف إلى دعم قطاع الكهرباء السوري المتضرر جراء سنوات الحرب.

وأوضح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار أن الكمية السنوية قد تصل إلى ملياري متر مكعب، تُخصص لتشغيل محطات توليد الطاقة في شمال ووسط سوريا.

ويأتي المشروع بتمويل قطري وتعاون مع أذربيجان، ويهدف إلى تحسين إمدادات الكهرباء في مناطق واسعة من سوريا، حيث لا تزال الانقطاعات مستمرة لساعات طويلة يوميًا.

ويعكس التحرك التركي في ليبيا وسوريا مساراً يركز على تعزيز النفوذ في المحيط الإقليمي، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات سياسية وأمنية متسارعة من شأنها أن تترك آثارها على منطقة حوض المتوسط بضفتيه الأوروبية والإفريقية.

تقرير: صهيب الفهداوي