Mask
Logo

أخبار-عربية

يوم في خيمة عائلة صبح بغزة.. من شروق الجوع إلى غروب الأمل

2025-08-02

في كل مخيم.. وفي كل خيمة واهنة.. هناك قصة عائلة تكافح للبقاء.. قصة لا تُروى بالأرقام! بل بنظرات أطفال يحثّون الخطى، وبأيدٍ ترتجف من الجوع وهي تمتد لرشفة ماء..

صوت الماء يتدفّق مع أول خيوط الضوء.. تستفيق "عبير صبح" وزوجها فادي.. لا على رائحة خبز ساخن! بل على سؤال واحد: كيف سنطعم أطفالنا اليوم؟

ستة أطفال صغار يتقاسمون العطش والجوع.. وفادي، البائع المتجول سابقًا، بات عاجزًا حتى عن الوقوف طويلًا بعد أن أصابته رصاصة في ساقه، وهو يصارع الموت في الزيكيم، حيث تتلطخ أكياس المساعدات بالدماء.

في حوض معدني صغير، تفرك عبير أجساد أطفالها بالماء المالح، بينما تصرخ الصغيرة "هالة" من حرقة عينيها.

هنا، البحر بديل عن كل شيء... عن ماء الشرب، عن النظافة، وحتى عن الدموع.

عبير تكنس الأرض الرملية، تطوي الفراش، ثم تخرج من جديد.. الرحلة لم تنته.

وعندما تتوافر عناصر الحياة الثلاثة.. قليل من الماء، وقليل من العدس، وبعض الوقود.. تطهو عبير شوربة خفيفة، لكنها غالبًا تطهو فقط رائحة الأمل.

هنا، في غزة، لا تُقاس المعاناة بالدمار وحده، بل بما بعده... بالخيم التي لا تقي من حر ولا برد، وبالأم التي تطحن العدس لطفلتها بدلًا من الحليب، وبالأب الذي يتمنى رصاصة في القلب لا في الساق، كي لا يرى أطفاله يتضورون جوعًا..

عائلة صبح ليست حالة خاصة، بل مرآة لما يعيش أكثر من مليونَي إنسان في قطاع محاصر، منهك، وجائع... وفي كل خيمة، هناك عبير... وهناك فادي... وهناك حلم بغد ربما لا يأتي.. حيث الجوع لا ينام.



تقرير: حذام عجيمي

Logo

أخبار ذات صلة