2025-06-09
ظهروا في غزة، ولم يرتدوا الزي الرسمي، لكن البنادق كانت كافية لتمييزهم. مسلحون دون راية، ودون انتماء معروف، ليسوا من حماس، ولا من الأجهزة التابعة للسلطة، لكنهم… مسلحون.
من أين جاؤوا؟ ومن سلحهم؟ السؤال لم يطل قبل أن تتسرب التقارير… من داخل تل أبيب.
الغارديان البريطانية كشفت القصة: إسرائيل سلحت مجموعات محلية في القطاع، بدعوى حماية المساعدات، وفرض النظام في مناطق الانهيار.
لكن الصور… تظهر شيئاً آخر. مسلحون يطلقون النار في الهواء، ويصادرون الشاحنات، يضعون علم فلسطين على الكتف… لا لتمثيلها، بل لاستخدامه كغطاء.
وفي الخلفية، كان الجيش الإسرائيلي يراقب، نتنياهو اعترف علناً: نشطنا عشائر محلية، بتوصية أمنية، وبسلاح ينقذ حياة جنودنا.
المعارض أفيغدور ليبرمان هاجم الخطوة بشراسة، محذراً من عدم وجود ضمان بأن هذه الأسلحة لن تُستعمل ضد إسرائيل.
التسليح كان تحت إشراف الشاباك، والهدف إضعاف حماس، التي هددت بمحاسبة المتعاونين مع جيش الاحتلال، وأهالي غزة توقفوا عن نقل المساعدات، خوفاً من أن تتحول شاحناتهم إلى فزاعات مسلحة.
ياسر أبو شباب، لا يتحدث كثيراً، لكن ظهوره يتزامن مع كل شحنة مساعدات تمر في رفح، ثم خان يونس، تتمدد الجماعات بصمت، والغارديان تتحدث عن تنسيق ميداني، وعن تجربة ناجحة في ضبط الشارع. حتى لو كان الضبط عبر الترهيب، أو السرقة العلنية.
في حرب يبدو أنها لم تعد تدور على الجبهات، بل داخل المخيمات، وبسلاح محلي.
تقرير: علي حبيب