2025-08-14
في تطور جديد يطبع الخطاب الرسمي الإسرائيلي بعد نحو عام وتسعة أشهر من حرب توصف أممياً بالإبادة غير المسبوقة على قطاع غزة، تخللتها جولات قتال في لبنان واليمن ثم إيران خلال حرب الاثني عشر يوماً، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مفاجئ تأييده رؤية إسرائيل الكبرى، وهي جزء من مشروع توراتي يستحضر الموروث التلمودي لتبرير سياسة إسرائيل التوسعية، ويأتي ذلك تماشياً مع وعد أطلقه قبل أعوام بقيادة إسرائيل إلى ما سماه قرنها المئوي.
داخلياً، ترى أصوات إسرائيلية أن نتنياهو مستمر في سياسة الهروب إلى الأمام خوفاً من تفكك حكومته اليمينية المتطرفة، مما يدفعه إلى تقديم تنازلات لاسترضاء حلفائه، هرباً من مسار محاكمته، مشيرين في ذلك إلى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023، حين كشف عما يسمى بخريطة إسرائيل الكبرى قبل شهر من عملية السابع من أكتوبر.
ورغم تكرار حديث نتنياهو عن ما يسميه الشرق الأوسط الجديد، الذي يبدو متسقاً مع خطة إسرائيل الكبرى، مازالت مواقف الدول العربية المعنية مقتصرة على بيانات إدانة صادرة عن وزارات الخارجية، في ظل نية إسرائيلية معلنة تشمل كامل فلسطين التاريخية ولبنان والأردن وثلثي مساحة سوريا ونصف مساحة العراق ونحو ثلث الأراضي السعودية وربع مساحة مصر وأجزاء من الكويت.
وسياسة التوسع الإسرائيلية ليست جديدة، إذ كانت الحدود المطاطية منذ قيام الدولة عام 1948 أمراً واقعاً يستفيد باستمرار من تقلبات المشهد الجيوسياسي، لكن مكمن الخطورة حالياً، بحسب مراقبين، يكمن في تحويل العقيدة التوراتية إلى برنامج سياسي يُنفذ على الأرض في ظل حرب إبادة مستمرة على غزة، واستهداف القوة العسكرية السورية بعد سقوط النظام في ديسمبر الماضي، ومحاولات التدخل في الخريطة السورية عبر ضم أراض ترفض إسرائيل الانسحاب منها، شأنها شأن الحرب على لبنان ورفض الانسحاب من تلاله الخمس وفق الاتفاق المبرم برعاية أميركية وأممية وغربية.
تقرير: إبراهيم العادل