2025-07-23
في عالم يغص بالأزمات، وشرق أوسط مضطرب بالصدامات والتقاطعات، تعود إيران إلى الواجهة من جديد. وهذه المرة على صفحة "تروث سوشيال" الخاصة بترامب، تهديد ووعيد: "سنكرر إذا لَزِم الأمر"، ويعني القصف، قول لترامب، ويضيف ما كرّره دائمًا عن البرنامج النووي الإيراني: "لقد دمّرناه بالكامل".
تصريحات ترامب خص بها الرد على وزير الخارجية الإيراني، الذي قال لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، رغم اعترافه بتوقف البرنامج حاليًا، نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية في القصف الأميركي. إيران منفتحة على أي محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، يقول عراقجي، ولكنه يربط ذلك بتمسك بلاده بالتخصيب.
التهديد الأميركي أعقبه - مصادفة أو توافقًا - تحذير إسرائيلي على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال تقييم نادر للوضع على جبهات متعددة. وهو الأول من نوعه منذ ما يقرب من عامين. استعرض زامير وكبار الجنرالات الوضع العملياتي والاستخباراتي والاستراتيجي على جميع الجبهات، وخص إيران بالقول إن إيران ومحورها لا يزالان نصب الأعين الإسرائيلية، وإن الحملة ضد إيران لم تنته بعد، مضيفًا أن عام 2026 سيكون عامًا يُركَّز فيه على الاستعداد، واستعادة القدرات، واغتنام الفرص العملياتية.
ومن المفترض أن يلتقي ممثلو إيران ودول الترويكا يوم الجمعة المقبل في إسطنبول، بحسب ما أكده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وذلك بعد تحذيرات هذه الدول من أن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على طهران. ولجأت إيران إلى الصين وروسيا لإيجاد سبل لتجنب إعادة فرض العقوبات عليها من قبل الترويكا الأوروبية، وتعوّل إيران على البلدين لمنع تفعيل "آلية الزناد" أو الحد من تبعاتها، وخاصة أن روسيا والصين عضوان في الاتفاق النووي وعضوان دائمان في مجلس الأمن، ويمكنهما لعب دور مؤثر في أي مسار يتشكل داخل المجلس.
وتعود الترويكا إلى الواجهة مجددًا في هذا الملف النووي الشائك، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التحرك في هذا التوقيت، كما يُطرح تساؤل حول الدور الذي يمكن أن تلعبه كل من الصين وروسيا في هذه المرحلة، وهل سيبرز الدور الروسي في مواجهة التحالف الإسرائيلي الأميركي ضد إيران.
تقرير: صهيب الفهداوي