تتحول محادثات لندن بشأن أوكرانيا إلى محادثات بلا تمثيل فاعل، بعد تعثر عقدها على مستوى وزراء خارجية أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأوكرانيا، في لقاء كان يُنتظر أن يلعب دورا مهما في الجهود الدبلوماسية التي تقودها واشنطن لإنهاء الصراع الأوكراني.
ويعكس إرجاء اجتماع الوزراء وتخفيض مستوى التمثيل في المحادثات حجم الخلافات بين ضفتي الأطلسي، وتباين الرؤى بشأن وقف الصراع، لا سيما بعدما بدأت تتكشف بنود مقترح أميركي للسلام يواجه رفضًا أوروبيًا أوكرانيًا مزدوجًا، إثر تضمنه اعترافًا أميركيًا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم.
وأكدت كييف التي ترفض بشدة أي تنازل عن أراضيها المحتلة، انفتاحها على الحوار مباشرة مع موسكو في حال قبولها وقفًا شاملًا لإطلاق النار، فيما تشدد المواقف الأوروبية، لا سيما الفرنسية والبريطانية، على ضرورة أن تقرر أوكرانيا مصيرها وأن تكون وحدة أراضيها أساسًا لأي اتفاق.
لكن واشنطن لا تزال تغرد بعيدًا عن حلفائها التقليديين، فهي تعتبر أن مقترحها للسلام، والذي لم تكشف عنه رسميًا، يعد جديًا للغاية لحل النزاع، ملوحة مجددًا بالانسحاب إذا لم يلق مقبولًا لدى موسكو وكييف.
ويتضمن المقترح الأميركي للسلام، وفق وسائل إعلام أميركية، الاعتراف بسيادة روسيا على القرم واعترافًا غير رسمي بسيطرتها على معظم المناطق منذ عام 2022، مقابل تجميد، وذاك أمر وصفه مصدر مقرب من أوكرانيا بأنه منحاز بشدة نحو روسيا ويحقق لها مكاسب ملموسة مقابل غموض بشأن المكاسب الأوكرانية.
تقرير: نادر علوش