كما كان متوقعا، لم تسفر جلسة مجلس الأمن عن شيء، سوى فشل المحاولات الرامية إلى تبني قرار لوقف إطلاق النار في غزة، إثر استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض على تمرير المشروع، الذي سعت إليه أربع عشرة دولة، صوتوا لصالحه.

تل أبيب وصفت من تبنوا المشروع بالخضوع للإرهاب، مفضلين إياه على السلام، بحسب تعبير سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون.

أما واشنطن، فقد بررت خطوتها تجاه القرار، بدعوى خدمته مصالح حماس، وإعاقة المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع، مؤكدة عبر وزير خارجيتها ماركو روبيو دعم إسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها، ورفض أي خطوة أممية تتجاهل هذا الحق، بحسب وصفه.

القرار، الذي كان يطالب بوقف فوري، وغير مشروط، ودائم لإطلاق النار، تضمن أيضا ضمان وصول المساعدات من دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، في ظل حصار إسرائيلي مفروض منذ أحد عشر أسبوعا.

لكن واشنطن أكدت عدم دعمها أي إجراء لا يدين حماس، ولا يدعوها إلى نزع سلاحها، ومغادرة غزة، بحسب تصريحات القائمة بأعمال الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا.

حماس من جهتها نددت بالفيتو الأميركي، واصفة إياه بالانحياز الأعمى إلى الإدارة الأميركية لحكومة الاحتلال الفاشية، ودعم جرائمها ضد الإنسانية، التي ترتكبها في قطاع غزة، بحسب بيانها.

بيد أن بصيصا من الأمل يلوح في الأفق، مع توقعات بطرح مشروع قرار مماثل، يركز على الشؤون الإنسانية، للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم مئة وثلاثة وتسعين عضوا، ولا تملك أي دولة حق النقض فيها، يرجح تمريره، بحسب مصادر دبلوماسية.

تقرير: مينا مكرم