من صرخات غزة، إلى ممرات التفاوض في إسطنبول، وصولاً إلى شواطئ المتوسط، تتحرك القارة الأوروبية وسط ثلاثية من التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية.

نبدأ من بروكسل، حيث تصدّرت بريطانيا وفرنسا قائمة أكثر من 20 دولة أوروبية دانت ما وصفته بـ"القتل الوحشي" للمدنيين في غزة، مطالبة بإنهاء فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية. وجاء في البيان الأوروبي الموحد دعوة صريحة لاحترام القانون الدولي الإنساني، فيما ارتفعت أصوات برلمانية أوروبية بضرورة فرض حظر أسلحة على إسرائيل إن استمرت العمليات.

ننتقل إلى إسطنبول، حيث استؤنفت جولة جديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية بوساطة تركية. ورغم الطابع السري للمفاوضات، فقد نقلت مصادر مطلعة تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحقيق "الأهداف الكاملة للعملية العسكرية"، وهو ما وصفته كييف بأنه "تعطيل متعمد" لمساعي التهدئة.

وفي المحور الثالث، تواجه أوروبا تحدياً متصاعداً مع موسكو بعد اتهامات باستخدام ملف الهجرة كورقة ضغط، خصوصاً عبر السواحل الليبية. فقد حذّرت المفوضية الأوروبية من "التوظيف السياسي للمهاجرين"، بينما أعلنت بريطانيا حزمة عقوبات جديدة ضد شبكات تهريب البشر المرتبطة بروسيا وأفريقيا، في خطوة اعتُبرت تصعيداً لافتاً في أدوات الردع الأوروبية.

ولمناقشة وتحليل ملفات وقضايا حلقة الليلة من نافذة أوروبا، انضم إلى الزميل محمد شبارو، في الاستوديو سمير الخالدي الإعلامي والباحث في الشؤون الأوروبية، ومن باريس الدكتور سعيد السالمي أستاذ الجيوسياسة في جامعة بيزانسون.