Mask
Logo

غربة

غربة | من بغداد إلى باريس.. عبد الغني العاني يحول الخط العربي إلى لغة عالمية تتحدث بالجمال

2025-09-07

من أمام كاتدرائية نوتر دام في باريس، حيث تتلاقى الحضارات وتمتزج الثقافات، تنطلق قصة فنان حمل في قلمه وإبداعه رسالة سامية لجعل الخط العربي لغة عالمية يفهمها كل من يبحث عن الجمال.

ضيف نور حريري في هذه الحلقة هو الدكتور عبد الغني العاني، الملقب بشيخ الخطاطين، وهو ليس مجرد خطاط عالمي بارع وحسب، بل باحث أكاديمي وأستاذ جامعي ترك بصمته العميقة في فلسفة الخط العربي المعاصر، حيث أنتج أكثر من خمسة عشر ألف عمل فني على مدى عقود من الإبداع المتواصل.

بدأ العاني رحلته من مدارس بغداد القديمة، حيث تتلمذ على يد الأستاذ الخطاط هاشم محمد البغدادي، ووعده بأن يستمر على طريقه ويحول الخط العربي إلى فن عالمي، وهذا الوعد قاده إلى باريس قبل ستين عاماً لدراسة القانون والحصول على الدكتوراه، لكن القدر شاء أن يجمع بين دراسة القانون وعشق الخط في مسيرة استثنائية.

ما يميز تجربة العاني أنه لم يكتف بممارسة فن الخط، بل طور نظريات أكاديمية حوله، حيث ربط بين الخط والهندسة والفلسفة، معتبرا أن "الخط هندسة روحية ظهرت بآلة جسمها"، كما حصل على جائزة اليونسكو تقديرا لإنجازاته في حماية الحقوق الفكرية والأدبية من الانتهاك.

وبرغم إقامته في باريس لأكثر من خمسة وخمسين عاما، وتدريسه في جامعة السوربون العريقة، إلا أن العاني يؤكد أن روحه ما زالت في بغداد، قائلا: "إذا كان جسمي في باريس فروحي في بغداد"، هذا التجذر الروحي انعكس على إبداعه، حيث استلهم من التراث العربي والمعلقات والأمثال الشعبية لينتج أعمالا تحمل عمق الحضارة العربية بلمسة عصرية.

الدكتور عبد الغني العاني لا يخط الحروف فحسب، بل يرسم جسرا حضاريا بين الشرق والغرب، يحول من خلال فنه الخط العربي إلى لغة جمالية عالمية تخاطب الوجدان الإنساني، مؤكدا أن الفن والثقافة هما السبيل الوحيد لتوحيد العالم حين تفشل السياسة في ذلك.

Logo

أخبار ذات صلة