من ساحة دار الأوبرا في باريس، حيث تتردد أصداء الألحان الخالدة، تنطلق قصة فنانة حملت في قوسها وعصا قيادتها حلم إحياء الموسيقى العربية وتقديمها للعالم بثوب جديد.

ضيفة نور حريري في هذه الحلقة هي عازفة الكمان وقائدة الأوركسترا التونسية أمل قرمازي، التي سعت من خلال عملها إلى إحياء الموسيقى العربية ودمجها بالغربية، مركزة على المعايير العالمية في رحلة فنية استثنائية.

أمل بدأت رحلتها مع الموسيقى منذ الصغر بعزف الكمان، ولم تكن مجرد رحلة فنية عادية، بل قصة شغف كبير حملته عبر القارات من تونس إلى فرنسا ثم أميركا ودول عديدة. رحلة لم تخل من التحديات، لكنها كانت تستحق كل مثابرة بذلتها لتحقيق حلمها.

وما يميز تجربة أمل أن العائلة كانت المشجع الأول في رحلتها نحو العالم، وأن شعورها بالغربة لم يكن في باريس بقدر ما كان في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واجهت تحديات مختلفة في التأقلم والاندماج الفني.

ومن أبرز إنجازاتها الفنية عملها على تفكيك وتحليل الرسائل الموسيقية في أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، حيث استطاعت أن تستخرج الجوهر الموسيقي من هذه الأعمال السينمائية الخالدة وتقدمها برؤية جديدة.

أمل قرمازي لا تقود الأوركسترا فحسب، بل تقود حوارا حضاريا بين الشرق والغرب، تخلق من خلال موسيقاها جسرا ثقافيا يربط بين تراث الشرق العربي وإبداع الغرب الكلاسيكي، لتؤكد أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود والمسافات.