2025-07-22
أول مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ سبعة أسابيع تعقد في تركيا، فيما لا تزال البنادق على الجبهات تعمل دون توقف... لكن ما لم يُعلن رسميا أن هذه الجولة جاءت بطلب أوكراني، وبموافقة مشروطة من موسكو، بعد وساطة استخباراتية شارك فيها أكثر من طرف، بينهم خليجيون.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن الاجتماع سيُعقد في إسطنبول، بقيادة أمين مجلس الأمن والدفاع رستم عمروف.
هدف كييف مُعلن... تبادل الأسرى، واستعادة الأطفال، والتمهيد لاجتماع على مستوى القادة.
لكن في موسكو لا يظهر الاستعجال ذاته... الكرملين أكد أن مواقف الطرفين، فيما يتعلق بسبل إنهاء الحرب، متناقضة تماما.
لتدخل فرنسا على الخط... وزير خارجيتها زار كييف، معلنا دعمًا غير مشروط، مع رسالة سياسية لافتة... الدبلوماسية لا تعني الخضوع، في إشارة مباشرة إلى الشروط الروسية.
وفي واشنطن يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب كلاعب ضغط خارج الإطار الرسمي... هدّد بفرض عقوبات على روسيا، وعلى شركائها التجاريين، في حال تعثرت المحادثات خلال خمسين يوما.
اللقاءات السابقة في إسطنبول لم تنهِ الحرب، لكنها مهّدت لتبادل آلاف الأسرى ورفات القتلى، لتعود تركيا اليوم كمنصة... لكن التغيير هذه المرة ليس في المكان، بل في اللحظة السياسية الجديدة... تعب ميداني لدى الطرفين، واختناق اقتصادي في موسكو.
وفي السياسة، الجلوس إلى الطاولة لا يعني بالضرورة أن الكراسي متساوية.
روسيا تدخل مفاوضات إسطنبول دون أن تغيّر موقفها من شرعية زيلينسكي، وأوكرانيا تطرح مطالب تعتبرها موسكو شروط استسلام، ليبقى التوازن دقيقًا بين الضغوط الدولية والمصالح الوطنية، والمشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة.
تقرير: علي حبيب