2025-05-10
تنشط الدبلوماسية الإيرانية قبيل جولة رابعة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن. دبلوماسية تقود وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى السعودية، ومن ثم قطر، قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى مسقط لقيادة الوفد الإيراني في جولة المفاوضات المرتقبة.
هذه الجولة ستُعقد وسط لاءات أميركية ثلاث فيما يتعلق بنتائج المفاوضات النووية. فبلهجة حازمة، قال مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه لن يكون هناك اتفاق سيئ مع إيران، ولا يمكن السماح لها بالحصول على سلاح نووي، كما لا يمكن التسامح مع أجهزة الطرد المركزي. ذلك يعني، وفق الخطوط الحمراء الأميركية، تفكيكًا كاملًا لبرنامج إيران النووي، وهو ما قد يضع حدًا للدبلوماسية الراهنة ويفتح الباب أمام خيارات صعبة على طهران والمنطقة.
توقيت جولة المفاوضات الجديدة لم يكن المحرك الوحيد لزيارة عراقجي، فهي تسبق أيضًا جولة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، تشمل السعودية وقطر والإمارات. ووفق عراقجي، فإن زيارته تهدف إلى تبادل وجهات النظر مع دول الجوار.
لكن في قراءة لظروف الزيارة وتوقيتها، فهي تحمل دلالات متعددة، أبرزها سعي إيران لتقليص فجوة الثقة مع الدول الخليجية، وتأكيد رغبتها في حل القضايا الإقليمية عبر الحوار. وهذا ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته عقب الاتفاق الأميركي الحوثي، عندما نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران استخدمت نفوذها على الحوثيين في إطار جهود وقف إطلاق النار، ودفعهم إلى التوقف عن استهداف السفن الأميركية.
وفي سياق آخر، تسعى إيران لتثبيت موقعها الجيوسياسي بعد الانتكاسات المتلاحقة لأذرعها في المنطقة، وتحسبًا لما قد تحمله جولة ترامب، خصوصًا أن البداية جاءت مع إعلان الإدارة الأميركية تسمية الخليج الفاصل بين إيران ودول الخليج بـ"الخليج العربي".
وبعد الحديث عن إعلان مرتقب وصفه بالكبير بخصوص الشرق الأوسط، وحول التكهنات بشأن ما قد يعلنه الرئيس الأميركي، نشرت وكالة ذا ميديا لاين الأميركية تقريرًا مفاجئًا رجحت فيه أن يعلن ترامب اعترافًا أميركيًا بدولة فلسطينية، في سابقة قالت صحيفة جيروساليم بوست إنها ستغير الموازين في الشرق الأوسط، وتضم مزيدًا من الدول العربية إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.
تقرير: نادر علوش