Mask
Logo

أخبار-دولية

الذكاء الاصطناعي يغير شكل الحروب في الشرق الأوسط

2025-06-20

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي ميادين الحروب، تغيّر شكل المعركة جذريًا.

فالحروب لم تعد فقط على الأرض، بل أصبحت تُخاض في السماء، في الفضاء السيبراني، وداخل قواعد البيانات.

إسرائيل، التي طالما اعتمدت على تفوقها التكنولوجي، باتت تستخدم أدوات ذكاء اصطناعي متطورة لتنفيذ عمليات اغتيال واستهداف دقيق، من دون الحاجة إلى اجتياح أو مواجهة مباشرة.

في حربها الأخيرة على غزة، كشفت تقارير استخباراتية عن استخدام نظامين رئيسيين: "لافندر" و"ويرز دادي".

"لافندر"... الاسم يبدو في ظاهره زهرًا بنفسجيًا ناعمًا، لكن في غزة، تحوّل إلى خوارزمية قاتلة.

نظام تحليل بيانات ضخم، يرصد ملايين الإشارات الرقمية يوميًا: مكالمات، رسائل، تحركات، تفاعلات على وسائل التواصل.

كل تفصيلة تُحوّل إلى رقم، كل شخص يُقيَّم ويُصنَّف، ويُوضَع في قائمة.

بضغطة زر، يتم تحديد الهدف... وتُعطى الإحداثيات للطائرات.

أما نظام "ويرز دادي" – أو "أين هو أبي؟" – فهو لا يبحث عن العاطفة، بل عن التوقيت.

يتتبع الهدف حتى لحظة دخوله إلى منزله، حتى يجلس مع عائلته، ثم تأتي الضربة.

هذه المنظومة كانت مسؤولة عن آلاف الغارات، كثير منها أُطلق رغم وجود المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء.

ورغم ادعاءات الدقة، قُتل آلاف الأبرياء، وتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى شريك مباشر في صناعة الموت.

وفي لبنان، لم تكن الأمور بعيدة عن هذا المشهد.

الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وجّه تحذيرًا مباشرًا لمقاتليه ومناصريه، قال فيه:

"الخلوي هو عميل قاتل يقدّم معلومات محددة"،

في إشارة إلى أن الهاتف الذكي، بما فيه من تطبيقات وموقع وكاميرا وميكروفون، قد يكون أقوى أداة تجسس يستخدمها العدو.

وخلال الأشهر الماضية، طالت الاغتيالات عددًا من عناصر حزب الله داخل لبنان بطرق مشابهة:

تعقّب، تتبّع، تفجير دقيق...

ولا يُستبعد أن تكون ذات الأدوات التي استُخدمت في غزة، قد امتدّت شمالًا، إلى بيروت وصور والضاحية.

لكن الأبعد من ذلك... هو طهران.

منذ الثالث عشر من يونيو 2025، تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مواجهات مفتوحة:

استهداف مباشر لمستودعات وقود، تفجيرات داخل منشآت نفطية، واغتيالات لعلماء وقادة في البرنامج النووي الإيراني.

الضربات تحمل ذات البصمة: توقيت دقيق، معرفة استخباراتية عميقة، وأحيانًا صمت لا تُسمع فيه الطائرات، بل فقط تُشاهد النتيجة.

وهنا يُطرح السؤال نفسه:

هل وقعت إيران في نفس الفخ؟

هل تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني كما فعلت في غزة ولبنان، عبر البرمجيات بدلًا من الجواسيس؟

وهل أصبحت الحرب المستقبلية تُخاض بالذكاء الاصطناعي، أكثر مما تُخاض بالرصاص والصواريخ؟


تقرير: أحمد نجدي

Logo

أخبار ذات صلة