2025-06-05
كانت بلدة بلاتان السويسرية تضج بالحياة قبل أن تختفي كليًا عن وجه الأرض، فقد دُفنت قبل أيام إثر انهيار جبل جليدي بالكامل، ليختفي كل شيء تحت كتل الجليد والصخور.
وليست بلاتان وحدها، فالأنهار الجليدية تنهار، والجبال تذوب، ومستوى البحر يرتفع، فـ40% من الأنهار الجليدية في العالم اليوم محكوم عليها بالذوبان، حتى لو توقفنا الآن عن حرق الوقود الأحفوري.
وإذا ارتفعت حرارة الأرض 2.7 درجة مئوية، وهي النسبة المتوقعة حاليًا، فسنفقد 75% من الأنهار الجليدية بحسب اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ، ونتيجة لذلك، سيرتفع مستوى سطح البحر بمعدل 1.9 متر بحلول عام 2100.
مدن كاملة مهددة بالغرق، مثل نيو أورليانز، شنغهاي، الإسكندرية، وغيرها على خط الخطر، وكانت إندونيسيا قد بدأت فعلاً بنقل عاصمتها من جاكرتا بسبب الفيضانات.
كذلك، 5% على الأقل من مساحة جزر مثل المالديف وجزر الباهاما ستكون مغمورة بشكل دائم بنهاية القرن بحسب الأمم المتحدة، والأخطر أن سكان هذه الجزر يعيشون على بعد أميال قليلة من الشاطئ.
لكن تهديد التغير المناخي لا يتوقف عند السواحل، فـ30% من إنتاج الغذاء العالمي مهدد بالاختفاء إذا ارتفعت الحرارة إلى 3.5 درجات مئوية.
الزراعة تنهار، التربة تضعف، الإنتاج ينخفض، وكل هذا سيسبب نزوحًا جماعيًا لم يشهده العالم من قبل، وبحسب مجلة فاست كومباني، سيكون التغير المناخي السبب الأول للهجرة الجماعية في العقود القادمة.
الناس يهربون بحثًا عن مأوى وحياة قابلة للعيش، وفي الطريق قد ترتفع حدة الصراعات، وتتسارع الآثار: حرائق مهولة، مواسم زراعية تتقلص، هواء ملوث، أمراض جديدة، وجغرافيا تتغير.
وفي وقت ينشغل فيه العالم بالحروب والتجارة، يحذر خبراء البيئة من أننا نقترب من نقطة اللاعودة، والأرض تدق جرس الإنذار، فقرارات اليوم لا تحدد مستقبل العقود القادمة فحسب، بل ترسم ملامح الحياة على الأرض لقرون مقبلة.
تقرير: ماريان دحدح