2025-08-20
في بحر يزداد اضطرابا، جاءت المناورة الإسرائيلية الأخيرة في البحر الأحمر كشرارة جديدة في منطقة ملتهبة، لتفتح بابا واسعا على احتمالات التصعيد.
فبينما تصر تل أبيب على أن تحركاتها لا تتجاوز إطار التدريب العسكري، ترى القاهرة وغيرها من العواصم المتشاطئة أن الأمر يتجاوز المناورة إلى عسكرة خطيرة لممر استراتيجي هو شريان للتجارة العالمية وعمود أساسي للاقتصاد المصري.
على الرغم من أن مصر لا ترى في الأمر تهديدا مباشرا، وتربطه بأهداف داخلية بالدرجة الأولى لامتصاص غضب الرأي العام الإسرائيلي، إلا أنها في الوقت نفسه تجد أن المناورات الإسرائيلية في الظروف التي تمر بها المنطقة عنصر استفزاز.
وكانت القاهرة، على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، قد شددت سابقا على أن أي تصعيد عسكري في البحر الأحمر سيكون له تداعيات مدمرة على سلاسل الإمداد وعلى عوائد قناة السويس التي فقدت بالفعل مليارات الدولارات بفعل الهجمات الحوثية وتغيير خطوط الملاحة.
وبفعل تداخل الخرائط الجيوسياسية للبحر الأحمر، ترتفع الخشية من أن أي تصعيد قد يستجلب ردًا مماثلًا من قبل إيران عبر بوابة الحوثيين، خصوصًا وأن البحرية الإيرانية تقوم بمناورات هي الأخرى في منطقة الخليج.
هكذا يتحول البحر الأحمر، من بحر للتجارة والعبور، إلى مسرح مكتظ بالبوارج والتهديدات، فيما يقف العالم مترقبًا أي شرارة قد تجر الممر الدولي إلى عاصفة جديدة.
تقرير: علي الموسوي