تفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو عقب انتهاك مسيرات روسية لمجال بولندا الجوي خبر بحد ذاته، ولكن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال 3 مقاتلات رافال لحماية الأجواء البولندية، متحدثا بهذا الشأن مع الأمين العام للناتو ورئيس الوزراء البريطاني اللذين يشاركان في حماية الجناح الشرقي لأوروبا، يحمل وقع أكبر.

وتمثل هذه الخطوة تصعيدا جديدا على الجبهة الشرقية للحلف، حيث أكد ماكرون أن الخطوة دفاع عن أمن القارة الأوروبية ورسالة واضحة إلى روسيا بأن التوغلات الجوية لن تمر من دون رد.

وتقول بولندا التي وجدت نفسها أمام مسيرات أنها روسية ونفت موسكو إرسالها، فتحت الباب أمام تدخل الحلفاء الأوروبيين في مواجهة هذا التحدي.

وتأتي الحادثة في قلب الحرب الروسية الأوكرانية التي تحولت من معارك داخل الأراضي الأوكرانية إلى استفزازات عبر الحدود، حيث لم تعد الطائرات مجرد سلاح في المعارك، بل أداة اختبار لإرادة الحلف وقدرته على الرد، واستفزاز متعمد لروسيا بانتظار ردها على الرد.

وعلى وقع التحرك الفرنسي ومعه دول أوروبية تؤكد أن حماية الجناح الشرقي التزام فعلي، أطلقت روسيا مع حليفتها بيلاروسيا تدريبات عسكرية مشتركة على حدود بولندا، في خطوة قد تثير قلق دول الناتو.

وفي المحصلة، ومع كل طلعة جوية للمقاتلات الفرنسية فوق سماء بولندا، يتجدد السؤال: هل نحن أمام حادث يحمل رسالة عابرة، أم بداية لمرحلة جديدة من الصراع العسكري مع موسكو.

تقرير: ماريلين صليبي