Mask
Logo

أخبار-دولية

تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو وسط ضغوط دولية وداخلية

2025-06-29

هنا، في قلب إسرائيل حيث تتقاطع المصالح الدولية وتتصاعد الصراعات الداخلية، يقف رجل لم يعد مجرد زعيم سياسي، بل محور معركة قانونية داخلية تفوق شدتها أحيانًا شدة الحرب.

بنيامين نتنياهو الذي بنى مجده من الإنجازات على الأرض يحصن سلطته حتى الآن باستمرار الحروب.

أزمة جديدة تعيشها إسرائيل هذه المرة، لم تأت من حدود لبنان ولا من أنفاق غزة ولا من إيران، بل من واشنطن، حيث يلوح ترامب بتعليق المساعدات إلى إسرائيل والتي قدرها بمليارات الدولارات إن لم تتوقف محاكمة نتنياهو الذي اعتبره بطل الحرب.

لكن حتى هذا الرجل، الذي زلزل الشرق الأوسط وجاء بالإنجازات غير المسبوقة منذ عهد هرتزل، يضع القضاء في مأزق، فنظام العدالة الإسرائيلي، على الرغم من الانتقادات والتحفظات من عدة أطراف، متمسك بمبدأ استقلاليته.

محكمة القدس المركزية رفضت إسقاط الملف، وافقت على تأجيل الجلسات، لكنها لم تغلق الباب، وفي الشارع انقسمت البلاد بين من يراه حامي إسرائيل ومن يراه خطرًا على روح الديمقراطية.

القضية 4000 لا علاقة لها بالحرب، بل بفساد داخلي، صندوق أسرار عن صفقات خفية مع وسائل إعلام، وهدايا بمئات آلاف الدولارات له ولزوجته، وتسهيلات ضريبية لأصدقاء نافذين في مقابل صورة ناعمة على الشاشة.

وفي هذه المعادلة المعقدة يبقى نتنياهو رمزًا في إسرائيل لرجل حرب وسياسة، وفي الوقت نفسه رجل يمثل أمام القضاء بتهم فساد، لكنه الآن ربما يضيف أنه رجل يكتب فصولًا جديدة لتحولات مصيرية في إسرائيل نفسها بحيث يُخضع القانون لحسابات سياسية داخلية وخارجية.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة