2025-07-03
تحت سماء تحترق في كل لحظة، وبين أنقاض منازل كانت تنبض بالحياة، تمشي الحقيقة حافية القدمين، لا ضوء في الأفق إلا من صرخة أم تبحث عن رضيعها، وصدى نداء أخير من تحت الركام، غزة ليست مجرد عنوان للأخبار، بل جرح نازف في ضمير العالم، والغبار لا يخفي الحقيقة! فمن غزة إلى جنيف: العالم يرى ولا يتحرك.
إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، وتشير الأرقام الرسمية إلى مقتل وإصابة أكثر من 200,000 فلسطيني، وبحسب تقدير خبراء الصحة، العدد الحقيقي أعلى بكثير.
ومع تزايد الخسائر التي يتحملها الشعب الفلسطيني، قامت إسرائيل بتفكيك آخر وظيفة للأمم المتحدة في غزة: المساعدات الإنسانية، إن ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية ليست سوى فخ مميت مصمم لقتل أو إجبار سكان يعانون من الجوع والقصف والهزال على الفرار.
وفي تقريرها الجريء، وسط ذهول أممي، دعت ألبانيزي الدول الأعضاء إلى فرض حظر شامل على الأسلحة لإسرائيل، وتعليق كل أشكال التعاون التجاري والاستثماري معها، ومحاسبة الشركات المتورطة.
وتسيل دماء الفلسطينيين أمام عيون دولية غضت الطرف وصمت دفين. ألبانيزي لم تذكر أسماء فقط، بل كشفت نظامًا كاملاً مبنيًا على الربح من الجريمة، وعلى الصمت المدفوع الأجر.
ووسط هذه الحقائق القاسية، يتساءل الفلسطينيون في غزة: ما فائدة الهدنة إذا كانت إسرائيل تنتهكها مع كل شروق شمس وغروبها؟ ما قيمة القانون إن كان يُكتب بدمهم؟ في زمن اختلطت فيه الأكاذيب بالبيانات الرسمية، وذابت فيه حقوق الإنسان في حسابات البورصة.
ورغم أن الهدنة لا تعني نهاية كاملة للعنف أو وقفًا مطلقًا للانتهاكات، إلا أنها خطوة حيوية مؤقتة بقطع الطريق أمام المزيد من التعزيز العسكري، وفرصة للتخفيف الفوري من المعاناة ولو جزئيًا، كما تتيح المجال للتحركات الإنسانية خاصة والقانونية والدبلوماسية اللاحقة..
تقرير: حذام عجيمي