من العلاقات الاستراتيجية الوثيقة والصداقة العميقة على الأقل ظاهريًا يتحول العنوان الأبرز للشراكة الهندية الأميركية إلى الرسوم الجمركية بنسبة 50٪ الأعلى في العالم من بين جميع ما فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجانب البرازيل وبشكل يفوق حتى الصين الغريم التجاري الأول لواشنطن.

ويرى كثيرون المرحلة الحالية من العلاقات الهندية الأميركية الأسوأ خلال العقدين الماضيين لكنها ليست القاع إذ عرفت علاقتهما أيامًا عصيبة خلال الحرب الباردة وخاصة خلال العقود القليلة الأخيرة منها وأيضًا عندما أصبحت الهند رسميًا دولة نووية في أواخر التسعينيات مما أدى إلى فرض عقوبات أميركية أدت إلى تدهور العلاقة إلى أدنى مستوياتها.

وجاءت أهم ردود الفعل من موسكو عبر الكرملين إذ أعلن نية بوتين قليل الحركة دوليًا زيارة نيودلهي بعد رسوم ترامب في خطوة أعقبتها تصريحات من مسؤولين كبار في البلدين تشي بتقارب يصل إلى شراكة استراتيجية قد تحرك فيها أوراق منظمة شانغهاي وتحالف بريكس ويراه وزير الخارجية الروسي الأسبق مفضيًا إلى عالم جديد متعدد الأقطاب.

وهو موقف يوضح بعض ملامح الصراع الجيوسياسي الراهن إذ يقرأ كثيرون أن قرارات ترامب ضد الهند تنم عن عميق استيائه من الفشل في تحقيق وعده بوقف الحرب في أوكرانيا ويرى في الضغط على الهند ضربة لأحد أهم شركاء موسكو تجاريًا واقتصاديًا وربما سياسيًا في قادم الأيام.