2025-06-22
إنه الرئيس الأميركي، وهو يتقدم بخطوات ثابتة وبإصرار على إنهاء برنامج إيران النووي.
يخرج ترامب ليخبر الجميع أنه حسم الأمر ووجّه ضربات لا تستطيع إلا قوات بلاده العسكرية تنفيذها، وهاجم ثلاث منشآت نووية إيرانية شديدة التحصين. أنجزت المهمة، وسمع الوعيد الأميركي بأن أي رد على الرد قد يعني أن ترامب سيمضي في طريق آخر... طريق الحرب.
هنا، قبل أيام معدودة، كان هؤلاء الدبلوماسيون الأوروبيون يحاولون أن يشقوا مسارًا آخر، طريق الدبلوماسية. في جنيف، حاول الأوروبيون سحب الإيرانيين من جديد إلى المفاوضات. تعثرت تلك الجهود، وحصل المحظور، لكنهم ما زالوا مصرين على أن الحوار هو وحده الحل للمواجهة المستعرة تلك.
يتبادل الأوروبيون الأدوار بين من تحتد لهجته ومن تلين، ولكن الثابت أن الجميع يتحدث بخطاب واحد: علينا الاستمرار في الجهد الدبلوماسي.
تلك يد أوروبية إذن تمتد إلى إيران وإسرائيل والولايات المتحدة لإيجاد مخرج سياسي ما، لكن هل يتلقفها الطرفان الآن؟
العودة إلى هذه الطاولة، تقول مسؤولة السياسات الخارجية الأوروبية، هي وحدها ما يمنع صب المزيد من النار على المواجهة المستعرة في الشرق الأوسط.
لكن، هل ما زال الأوروبيون وسيطًا يثق به الإيرانيون؟ وهل يراهم ترامب نفسه جسرًا محتملًا ينأى به عن مواجهة يقول إنه لا يريدها؟
همسًا أو جهرًا، يقول الأوروبيون إن امتلاك إيران لسلاح نووي هو خط أحمر.
دون ذلك، لا يبتدع الأوروبيون حلًا جريئًا، يقول البعض، لإنهاء الأزمة.
خرج الإيرانيون أيضًا قبل أيام من قاعات المفاوضات تلك دون مكسب، سوى إشهار الرفض للتفاوض تحت التهديد.
وُجهت الضربة الأميركية، ويتحفّظ قائد الدبلوماسية الإيرانية على شكل الرد، لكنه، أيضًا على منوال الأوروبيين، لا يريد التفاوض بصيغته الحالية.
هنا في تل أبيب، رسائل شكر بالخط العريض لترامب، الذي أنجز للإسرائيليين ما لم يستطيعوا تحقيقه بأنفسهم.
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي غير معني بمخاوف الأوروبيين.
المواجهة وحدها، يصرّ نتنياهو، لا المفاوضات، هي من تصنع المستقبل في الشرق الأوسط.
تقرير: سارة عبدالجليل