للمرة الثانية خلال أسبوع، تعرض المقر الحكومي المؤقت إلى القصف في بورتسودان شرقي العاصمة الخرطوم. القصف نفذته قوات الدعم السريع المتمردة، بحسب بيانات الجيش السوداني.

دفاعات الجيش السوداني استمرت خلال الأيام الماضية في جهود التصدي لهجمات المسيرات الدقيقة. استُهدفت أكبر قاعدة بحرية في البلاد، في رابع يوم على التوالي تتعرض فيه للقصف مدينة بورتسودان الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

يأتي هذا الهجوم المكثف منذ مطلع الأسبوع الجاري على عدد من المواقع الاستراتيجية في بورتسودان، من بينها أكبر مستودعات النفط في البلاد، خصوصاً الواقعة في مدينة الأبيض جنوبي السودان. في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة، وتصعد فيه قوات الجيش النظامي زخم معاركها لبسط السيطرة الكاملة، إذ توعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالانتقام بعد الانفجارات والحرائق التي هزت بورتسودان.

حرب ضروس مستعرة منذ مارس ألفين وثلاثة وعشرين، خلفت أكثر من مئة ألف قتيل بحسب تقارير غربية، وهجّرت ما ينوف على خمسة عشر مليون سوداني، ودفعت بالملايين إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة. تصر القوات الحكومية على الحسم العسكري بعد تلاشي جهود الحوار، وفشل أصدقاء الشعب السوداني في وقف الحرب، رغم استمرار الإدانات الأممية وإبداء الاستياء من تمدد الحرب إلى مناطق هروب النازحين المدنيين.