Mask
Logo

أخبار-دولية

موسكو تُحيي الذكرى الثمانين للنصر بحضور حلفاء جدد ورسائل عالمية

2025-05-09

في الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على النازية، استعرضت موسكو القوة، داعية العالم إلى مشهد جديد من التوازنات، حيث امتلأت الساحة الحمراء بالجنرالات، وصدى المارشات، ورايات النصر، لكن خلف الأزياء العسكرية، رسائل دبلوماسية أعمق من مجرد احتفال سنوي.

فـ فلاديمير بوتين تحدث عن العدالة التاريخية، وأكد: روسيا ستنتصر… مرة أخرى، وإلى جواره، رؤساء وقادة من مختلف دول العالم، منهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تصدر المشهد.

كذلك في الصفوف الأولى، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول حضور له لهذا العرض العسكري، ومشاركة رمزية للقوات المسلحة المصرية ضمن الوفود الدولية الحاضرة، في مشهد يطرح تساؤلات عن موقع القاهرة وسط خارطة الاصطفافات.

ومن أفريقيا، أيضًا حضر قادة من دول شهدت انقلابات حديثة وصعود نخب جديدة إلى السلطة، اختاروا موسكو منصة لتثبيت شرعيتهم الإقليمية، في لحظة تتراجع فيها الهيمنة الفرنسية عن القارة.

لكن الرسائل تتجاوز أفريقيا، فمن آسيا إلى أميركا اللاتينية، دول عديدة شاركت بوفود رسمية، في دلالة واضحة على أن موسكو ما زالت تحتفظ بشبكة دعم واسعة، رغم محاولات العزل الغربية.

وتراهن روسيا التي تخضع لعقوبات مشددة، اليوم على حلفاء خارج النظام التقليدي، في تحالف متنوع لا يكسره الحصار ولا تُرهبُه التهديدات.

ولم تكن رمزية العرض هذا العام تقليدية، إذ تضمن استعراضًا نوويًا محدودًا، وصواريخ باليستية متوسطة المدى، وخطابًا مشبعًا بدعوات “الردع” لا الهجوم، وكانت رسالة موسكو: لسنا دعاة حرب… لكننا لن نُهزم.

فيما قلل الغرب عبر صحافته من أهمية العرض، واعتبره دعاية داخلية، لكن في قراءة أعمق، تبدو روسيا وكأنها تعيد تموضعها، ليس على جبهات القتال فقط، بل على خارطة العالم الجديدة.

فمن بوابة التاريخ إلى ساحات الحاضر، تستثمر موسكو في رمزية النصر، لبناء جبهة جديدة من الحلفاء، في عالم على ما يبدو لم يعد خاضعًا لمعادلات القطب الواحد.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة