2025-07-16
غريبة هي سرعة التحول في العلاقات التجارية بين ضفتي الأطلسي، إذ يخيّم توتر متصاعد على الشراكة الاقتصادية التقليدية بين أوروبا والولايات المتحدة، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل. قرار أثار موجة من القلق العميق في أوروبا، التي ترى فيه تهديداً مباشراً لسلاسل التوريد الحيوية وللاقتصادات الوطنية.
في أوروبا، تتزايد التحذيرات من التداعيات المحتملة على النمو الاقتصادي، خصوصاً مع توقعات بخسائر قد تدفع منطقة اليورو إلى حافة الركود مجددًا. في هذا السياق، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى إعداد ردود أوروبية ذات مصداقية، مشدداً على ضرورة استخدام كل الأدوات المتاحة إذا لم تُفضِ المفاوضات إلى اتفاق قبل حلول الموعد النهائي.
رغم التصعيد، ما تزال بروكسل متمسكة بخيار الحوار، بالتوازي مع إعداد تدابير مضادة تستهدف صادرات أميركية بقيمة 21 مليار يورو. كما يتحرك الاتحاد لتقوية شراكاته التجارية خارج الإطار الأميركي، في محاولة لتقليل الاعتماد على السوق الأميركية وتعويض الخسائر المحتملة.
بين حسابات الاقتصاد وتحديات السياسة، يبدو أن أوروبا أمام اختبار صعب للحفاظ على مصالحها من دون الانزلاق إلى حرب تجارية واسعة. وحده ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة سيحدد ما إذا كانت لغة الحوار ستنتصر أم أن المواجهة الجمركية باتت أمراً لا مفر منه.
مراسل شمس: علاء الدين صلال