على بعد أميال قليلة من موقع الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة، التئم قادة أكثر من 60 دولة عربية وإسلامية في قمة طارئة بحثت سبل الرد على الهجوم الإسرائيلي.

وفيما كان كثيرون يأملون ألا تكون القمة نسخة من سابقاتها، لم يخرج مضمونها عن سياق إدانة السلوك الإسرائيلي والدعوة إلى المحاسبة، وسط غياب أي إجراءات ملموسة ضد إسرائيل سواء اقتصادية أو دبلوماسية.

أمير دولة قطر حملت كلمته الافتتاحية لهجة غير مسبوقة، حيث وصف حكومة بنيامين نتنياهو بمجموعة من المتطرفين الذين يمارسون سياسات إرهابية وعنصرية.

أما كلمات القادة الآخرين، فقد أبدت جميعها تضامنا مع قطر، فيما اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن استهداف إسرائيل لدولة وسيطة لا يعدو كونه سقوطا أخلاقيا قل نظيره في العلاقات الدولية.

وبينما دعا قادة آخرون إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمحاسبة إسرائيل، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة للشعب الإسرائيلي حذر فيها من أن ما يحدث ينذر بانهيار اتفاقيات السلام.

وإن عكست القمة موقفا موحدا إزاء إدانة السلوك الإسرائيلي والتضامن مع دولة قطر، إلا أنها لم تتبن خطوات ملموسة يمكن من خلالها محاسبة إسرائيل على انتهاك سيادة الدوحة أو كبح جماحها، كما أنها لم تقدم أي إجراءات دبلوماسية أو اقتصادية ضد إسرائيل يمكن أن تشكل ضغطا لوقف ما بات يوصف بحرب الإبادة في غزة.

وفي ظل التهديد الإسرائيلي المتجدد بضرب قادة حركة حماس أينما كانوا، يرى مراقبون أن الإدانات الدولية للسلوك الإسرائيلي لم تعد كافية لدفع تل أبيب إلى الالتزام باعتبارات القانون الدولي، مضيفين أنه كان لا بد من حد أدنى من الرد يتناسب مع ما جرى ويجري، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ودول عربية أخرى.

تقرير: نادر علوش