هل تستعد روسيا للجولة القادمة؟ قواعد عسكرية جديدة، خيام على الثلج، ومطارات تعود للحياة من رماد الحقبة السوفياتية، كلها مؤشرات على أن موسكو تعيد ترتيب أوراقها شمالًا، في مواجهة محتملة مع الناتو.

روسيا تبني وتوسّع وتجنّد أكثر من 130 خيمة نُصبت في "كامينكا" على بُعد أقل من 40 ميلًا من فنلندا، بينما تتحول بيتروزافودسك إلى ما يشبه مقرًا مستقبليًا لقواتها شمال غرب البلاد.

قواعد جوية قطبية تعود للعمل بعد عقود من الصمت، وقاذفات "تو-22" و"تو-95" النووية تُنقل شمالًا، هدف روسيا؟ حماية أصولها من الطائرات المسيّرة الأوكرانية، وربما أكثر.

لكن الغرب يرى الصورة بوضوح: سباق تسلّح جديد يلوح في الأفق... والقطب الشمالي يتحول من منطقة تجمّد إلى بؤرة ساخنة في حرب النفوذ العالمية.

وفي هلسنكي، يقول العسكريون إن التهديد ليس فوريًا، لكن التحضيرات جارية، والساعة تدق.

خمسة أعوام فقط، هي ما يفصل أوروبا الشمالية عن قوة روسية مُعاد ترتيبها بالكامل.

وفي الجبهة الأخرى، قائد الجيش الأوكراني السابق، فاليري زالوجني، يقرّ بحقيقة مرة: لن نستعيد حدود 2022، فلنراهن على التكنولوجيا، لا المعجزات.

من الجليد شمالًا، إلى الاستنزاف شرقًا، تبدو أوروبا على مشارف تحوّل استراتيجي طويل الأمد، تُرسم خرائطه الآن، في صمت الثلج وحدة الصواريخ.

تقرير: فؤاد مشيك