بالرغم من أن لندن ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، يرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لا يمكن للمملكة المتحدة الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه ملفات الدفاع والأمن والقدرة التنافسية والديمقراطية التي يراها جوهر هوية البلدين على حد تعبيره.

ففي خطاب نادر أمام البرلمان البريطاني، أشاد ماكرون بعودة العلاقات الوثيقة بين فرنسا وبريطانيا، ليصبح أول زعيم أوروبي يزور لندن منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، داعياً إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والهجرة والمناخ والتجارة.

كذلك أكد ماكرون في خطابه أن على بريطانيا وفرنسا التعاون في مواجهة التهديدات العديدة التي تزعزع استقرار العالم والعمل على حماية أوروبا من "الاعتماد الاقتصادي المفرط" على الولايات المتحدة والصين، وقال: "نحن بحاجة إلى حماية اقتصاداتنا ومجتمعاتنا من مخاطر هذه التبعية المزدوجة".

وكان ملف الهجرة غير الشرعية عبر القناة الذي يرهق بريطانيا الملف الأهم، حيث تباحث الطرفان حول اتفاق لاسترداد اللاجئين وتدخل الشرطة الفرنسية في المياه لإيقاف قوارب الهجرة، خاصة بعد تسجيل أرقام قياسية للمهاجرين عبر بحر المانش.

كما ناقش الجانبان سبل مساعدة أوكرانيا بعد مخاوف من انخفاض دعم واشنطن للحرب ضد روسيا.

أما ملف الحرب في غزة فلم يغب عن بال ماكرون، حيث جاء في الخطاب أن "الدعوة إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في القطاع هي ببساطة رسالة إلى العالم بأنّ بريطانيا وفرنسا لا يستخدمان سياسة الكيل بمكيالين"، وشدد على أن البلدين يريدان وقف إطلاق نار من دون نقاش، مؤكداً أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإرساء السلام في المنطقة.

تقرير: فادي زيدان