Mask
Logo

أخبار-عربية

في يوم مانديلا.. استحضار قصة الزعيم الذي غيّر وجه التاريخ

2025-07-18

من أقصى الجنوب انطلقت صرخته للإنسانية، وظلت تصدح حتى امتد صداها إلى العالم أجمع.

الاحتفاء بنيلسون مانديلا في يوم ميلاده لا يقتصر على موطنه فحسب، بل في كل موقع شهد تأثيرا بفضل نضاله نحو المساواة.

لم يكن بعيدا عن قضايا المهمشين على الرغم من بُعد المسافات، فدعم وأيّد وساند حركات التحرر والنهوض في الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية، داعيًا إلى تغليب المصالحة على الانتقام.

كيف لا، وهو الذي تلقى تدريبه العسكري الأول في الجزائر حينما التحق بصفوف جيش التحرير الوطني الذي كان يواجه الاستعمار، ومنه استلهم ثورته في مسقط رأسه جنوب أفريقيا لإسقاط نظام التمييز العنصري.

لم تكن الرحلة سهلة، فقبل أن يصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا لدولة جنوب أفريقيا، كان سجينًا لمدة سبعة وعشرين عامًا إثر معارضته الفصل العنصري.

منذ دراسته الجامعية، قاده حسه الإنساني للمشاركة في احتجاجات طلابية ضد اضطهاد الأغلبية السوداء، فوجهت إليه تهمة الخيانة العظمى بعد أن بدأ العمل السري في المؤتمر الإفريقي للشباب.

مجازر عدة ارتُكبت بحق السود على يد الشرطة دفعت مانديلا إلى ترؤس حملة للتخريب الاقتصادي، أدت إلى إلقاء القبض عليه بتهمة التحريض على العنف، فحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

المقاومة استمرت رغم وجوده في السجن، وظلت الأصوات المطالبة بالإفراج عنه في الارتفاع، حتى أقر المجتمع الدولي عقوبات على النظام الحاكم.

في النهاية، أُطلق سراح مانديلا لتبدأ محادثات أفضت إلى إنشاء نظام ديمقراطي لأول مرة بعد تاريخ طويل من القهر، تكللت بانتخابه رئيسًا للبلاد.

وعلى عكس كثيرين ممن أُتيحت لهم الفرصة للانتقام، تخلى عن الكفاح المسلح بعد وصوله إلى سدة الحكم، وتبنى فلسفة نبذ العنف لتحرير الظالم والمظلوم معًا، فأسس بيئة إنسانية تقوم على المصالحة والتنوع.

لم يكن غريبًا بعد هذه المسيرة الطويلة من الكفاح الوطني، حصوله على جائزة نوبل للسلام لدوره في مقاومة العنصرية والمناداة بالحقوق المدنية.

وداعه كان مؤثرًا؛ رافقته الجماهير بالدموع والزهور حين وافته المنية عام ألفين وثلاثة عشر، حينها أدرك العالم أنه فقد إحدى خلاياه الحية في جسمه البشري.


تقرير: مينا مكرم 

Logo

أخبار ذات صلة