Mask
Logo

أخبار-عربية

إسرائيل تخرق وقف النار بتوغل في بليدا جنوب لبنان

2025-10-30

عند منتصف ليل الأربعاء – الخميس، قررت إسرائيل ان تطيح بما يفترض انه اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، توغلت قوة اسرائيلية في حادثة غير مسبوقة باتجاه قرية بليدا التي لا تبعد سوى 1,000 متر عن حدود إسرائيل، واقتحمت مبنى البلدية وقتلت موظفا مدنيا داخله.

بدت المشاهد أقرب الى فيلم بوليسي، فيما تل أبيب تخاطر بجيشها وبعلاقاتها مع واشنطن وبمحاولاتها اقناع عواصم اخرى بحسن نواياها ومساعيها نحو سلام مزعوم، لكن ما لا يفعله العقلاء يفعله نتنياهو.

حادثة بليدا لم تكن مجرد خرق عابر، بل تنفيذ عملي لأول توغّل بري هدّدت به تل أبيب منذ شهور، محمّلة بالرسائل لتثبت قدرة إسرائيل على فعل أي شيء دون أن يوقفها أحد، لكنها في المقابل أشعلت الداخل اللبناني وقلبت الحسابات رأسا على عقب.

وأصدر الرئيس اللبناني جوزيف عون أوامره الصارمة الى قائد الجيش رودولف هيكل بالتصدي لأي توغل اسرائيلي في الجنوب دفاعا عن السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين، وفي بيان رسمي، وصفت الرئاسة اللبنانية ما جرى في بليدا بأنه امتداد للنهج الإسرائيلي العدواني ضد لبنان.

وطرح الرئيس عون بدا ذكيا ومدروسا، فهو أراد تذكير تل أبيب بان الجيش اللبناني هو صاحب القرار في الجنوب، وأن أي اعتداء على المقرات الرسمية هو اعتداء على الدولة اللبنانية نفسها.

أما رئيس الحكومة نواف سلام فقد عبّر عن تضامنه مع أبناء الجنوب والقرى الامامية الذين يدفعون كل يوم ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقهم في العيش بكرامة تحت راية الدولة.

وفي خضم التوتر المتصاعد، خرج حزب الله بموقف لافت لا يتماشى مع خطاباته عالية النبرة، داعيا اللبنانيين الى دعم الجيش والوقوف خلف الرئيس عون، موقف فُسّر على أنه اعتراف ضمني بعجز الحزب عن مواجهة الخروقات الإسرائيلية المتكررة.

وبعيدا عن حادثة بليدا، تتواصل الغارات على قرى الجنوب بشكل شبه يومي، مخلّفة أكثر من 20 قتيلا وفق وزارة الصحة اللبنانية.

ومن القصف الإسرائيلي المستمر الى حادثة التوغّل البري، تتكشّف ملامح مشهد واحد، إسرائيل لا تبحث عن سلام، بل تفرض واقعا بالقوة، ويبقى السؤال، إذا كان حزب الله هو ذريعة تل أبيب، فهل ستتوقف اعتداءاتها، حتى لو حصرت الدولة اللبنانية سلاحه.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة