Mask
Logo

أخبار-عربية

إسرائيل تكشف قناة حوار يومية مع سلطات دمشق

2025-06-26

في السياسة، كما في الجغرافيا، هناك مرتفعات ومنحدرات، وفي المسافة بين الاثنين، تخزن الملفات في الذاكرة وتُستدعى حين تتغير الوجوه.

فعلى مدى عقود، جلست سوريا وإسرائيل مرات عديدة على الطاولة، من مؤتمر مدريد عام 1991 إلى لقاء الرئيس السوري حافظ الأسد مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون في جنيف عام 2000، وبينهما كانت وعود كثيرة ومصير واحد، إذ إن كل شيء كان يتوقف عند الجولان.

ثم ورث الابن الحرب الباردة، فتابع بشار الأسد المفاوضات عبر تركيا سرًا بين عامي 2004 و2008، ليسمع نفس العروض: الجولان مقابل التخلي عن طهران، لكن السنوات مرت والسلام لم يُوقّع.

وسقطت دمشق عام 2011 في حرب أطاحت بكل شيء، حتى النظام نفسه، لكنها لم تطح بملف السلام، إذ صعد إلى الواجهة أحمد الشرع، وأرسل من باريس رسالة إلى تل أبيب قال فيها إن دمشق مستعدة لفتح الباب إن طُرِق باحترام.

وقد نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرًا كشفت فيه عن تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي خلال جلسة سرية أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، تحدث فيها عن وجود قناة حوار مباشرة مع النظام السوري الجديد، وأكد أنه يقودها بنفسه، وأن الحوار يومي وعلى جميع المستويات، مشيرًا إلى أن السلام مع سوريا لم يعد فرضية بل مسارًا قابلاً للتبلور.

ولم يتوقف هنغبي عند سوريا، بل تحدث أيضًا عن لبنان، مؤكدًا أن الدولتين على مقربة من توقيع السلام، ليبدو أن صفحة جديدة تُفتح في الشرق الأوسط تحت ظلال السياسة.

ومن جنيف إلى أنقرة، ومن خيبات مدريد إلى مراوغات إسطنبول، ظلت المفاوضات السورية الإسرائيلية أسيرة التفاصيل، إلى أن جاءت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة لتعلن أن السلام مع دمشق لم يعد احتمالًا، بل مسارًا آخذًا في التشكل يعيد ترتيب المشهد في الشرق الأوسط.


تقرير: علي حبيب

Logo

أخبار ذات صلة