Mask
Logo

أخبار-عربية

إيران تستدعي سفراء الاتحاد الأوروبي احتجاجا على البيان الخليجي

2025-10-08

في توقيت سياسي بالغ الحساسية، اختارت طهران أن ترفع صوتها هذه المرة في وجه الأوروبيين، لا في اتجاه الجوار الخليجي. استدعاء نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي سفراء دول الاتحاد الأوروبي إلى مقر الخارجية لم يكن إجراء عاديا، بل رسالة محسوبة بلغة الدبلوماسية الصلبة: إن إيران تعتبر ما ورد في البيان الخليجي الأوروبي الأخير تجاوزا يتعدى المألوف.

بينما اعتادت طهران الرد بعبارات تقليدية على بيانات مجلس التعاون، جاءت لهجتها تجاه الأوروبيين أشد حدة. السبب، وفق مراقبين، يعود إلى أن البيان الأخير لم يكرر فقط الموقف الخليجي من الجزر الثلاث، بل أضفى عليه غطاء أوروبيا، ما رأت فيه طهران محاولة لإعادة تدويل القضية وربطها بملفاتها النووية والدفاعية.

وتنطلق إيران في موقفها من سردية تعتبر الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى جزءا لا يتجزأ من أراضيها، تعود سيادتها عليها إلى عصور الإمبراطوريات الفارسية القديمة، وترى في استعادتها عام 1971 تصحيحا لتاريخ استعماري.

في المقابل، تتمسك الإمارات برواية تقول إن الجزر كانت تابعة لإمارة رأس الخيمة حتى ما قبل الاحتلال الإيراني عام 1971، وتدعو إلى حل النزاع عبر المفاوضات أو محكمة العدل الدولية.

لكن طهران، التي نادرا ما تستدعي سفراء الخليج، فضلت هذه المرة توجيه احتجاجها نحو بروكسل. فالأوروبيون بالنسبة لها شركاء في التفاوض النووي، لا خصوم إقليميون، ومن هنا أرادت أن تذكّر بأن ملفات الخليج من الجزر إلى الأمن البحري ليست أوراق ضغط تفاوضي، بل جزء من السيادة الوطنية التي تراها غير قابلة للمساومة.


تقرير: علي الموسوي


Logo

أخبار ذات صلة