احتفلت الحكومة الإثيوبية بما تعتبره إنجازًا غير مسبوق، مع افتتاح سد النهضة الإثيوبي بعد تدفق المياه إلى مجرى النيل، والطرق المعبدة التي تربط بين مهبط الطائرات ومناطق العمل، متوجة بذلك مسارًا تخللته مطبات عدة عمقت خلافات أديس أبابا مع جارتيها مِصر والسودان.

وُضع حجر الأساس للمشروع المثير للجدل مطلع عام 2011، فيما يرجع مؤرخون إثيوبيون فكرة إنشائه إلى القرن العشرين، إذ طالما طمحت إثيوبيا لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الكهرومائية المولدة من السد، لمكافحة الفقر وتحويل المشروع إلى أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الكهرومائية في إفريقيا.

مع الإعلان عن المشروع، الذي اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمويله أميركيًا، طفت على السطح اعتراضات شديدة اللهجة من مِصر، ارتقت لاحقًا إلى التهديد بالخيار العسكري، نتيجة مخاوف تتعلق بالأمن المائي وتقاسم حصص النيل، ما أطلق مسارًا أفضى إلى اتفاقية عام 2015 بين رؤساء البلدان الثلاث، سُميت آنذاك "وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة".

تم تشغيل سد النهضة على مراحل عدة، بدأت بانتهاء الملء الأول عام 2022، وصولًا إلى الملء الرابع في أيلول 2023، قبل أن تعلن أديس أبابا اكتمال جميع أشغال البناء في تشرين الأول الماضي، ثم الانتقال مطلع العام الجاري إلى مرحلة بدء تشغيل التوربينات، في جهود حثيثة اكتملت بـ6 توربينات أواخر نيسان الماضي، لتدخل الدولة رسميًا في مرحلة التحضير للافتتاح المقرر في أيلول 2025.