Mask
Logo

أخبار-عربية

الجامع النوري في الموصل يعود رمزا للذاكرة الحية

2025-09-01

في قلب الموصل القديمة حيث تصطدم الذاكرة بالحرب، لم يكن جامع النوري مسجدا فحسب، بل كان علامة للمدينة وذاكرة حية لأهلها، فمنذ أن بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري صار الجامع مركزا للعلم والعبادة ومئذنته الحدباء بميلها الفريد جزءا من وجدان الموصليين.

وفي قلب الموصل عاد الجامع النوري وعادت المئذنة الحدباء تميل كما كانت لكنها هذه المرة شاهدة على البقاء، ففي صيف عام 2014 وقف أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش على منبر الجامع ليعلن ما سماه الخلافة، لحظة مظلمة حاول التنظيم أن يجعلها بداية تاريخ جديد.

لكن بعد ثلاث سنوات وفيما القوات العراقية تضيق الخناق عليه فجر تنظيم داعش الجامع والمئذنة، ولم يكن التفجير تفجير حجر فحسب بل محاولة لاقتلاع ذاكرة مدينة.

وبعد أن استيقظت المدينة عام 2017 على أطلال رموزها جاء مشروع إحياء روح الموصل، اليونسكو تقود والإمارات تمول أكثر من 50 مليون دولار لإعادة بناء ما أراد الإرهاب محوه.

وتنهض الحدباء اليوم ليس كنسخة بل كذاكرة، حيث يقود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني افتتاح الجامع بمشهد يتجاوز البروتوكول إلى إعلان عودة مدينة من بين الرماد.

وسيعود الأذان من هنا ليلتقي في سماء الموصل مع أجراس كنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة، رموز أعادتها يد البشر بعد أن حاول الإرهاب دفنها، أما المئذنة الحدباء التي أرادها داعش شاهدة على إعلان خلافته صارت اليوم شاهدة على سقوطه.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة