2025-09-26
في عالم تتسابق فيه الدول نحو التسلح، يتجدد اليوم في السادس والعشرين من سبتمبر نداء عالمي قوي من أجل الحياة والسلام ومن أجل كوكب خال من الأسلحة النووية.
فمنذ أكثر من 80 عامًا، وفي لحظة واحدة فقط، تحوّلت مدينتا هيروشيما وناغازاكي إلى رماد، وقوة الدمار التي أطلقتها القنابل النووية آنذاك لم تترك أثرًا على الأرض فقط، بل غرست في ضمير العالم سؤالا لا يزال حيًا حتى اليوم: هل يجب أن نواصل العيش في ظل هذا الخطر؟
وفي السادس والعشرين من سبتمبر يحتفل العالم باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، يوم أقرته الأمم المتحدة عام 2013 ليذكّر الدول والشعوب معا بأن السلاح النووي ليس وسيلة ردع، بل تهديد صريح لوجود البشرية بأكملها.
ورغم التقدم الذي شهدته بعض المعاهدات الدولية مثل معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، لا يزال في العالم اليوم أكثر من 12 ألف رأس نووي تمتلكها تسع دول فقط، تتصدرها الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تمتلكان معا أكثر من 90% من هذا المخزون القاتل.
وهذه الأسلحة لا يقتصر فعلها فقط على من يشهد أحداثها المدمرة، فإن آثارها تستمر لعقود طويلة نتيجة الإشعاعات وما تخلفه من أمراض وتشوهات خلقية وبيئة ملوثة لا تصلح للحياة.
وفي عصرنا، حيث تتزايد الأزمات السياسية، تزداد مخاطر الاستخدام الخطأ أو المقصود لهذه الأسلحة، أو وقوعها في أيدي جماعات إرهابية.
لكن في المقابل هناك أمل، ففي عام 2017 تبنت الأمم المتحدة معاهدة حظر الأسلحة النووية، لتصبح أول اتفاقية دولية تجرم تطوير واستخدام وامتلاك هذا النوع من الأسلحة، وقد وقعت عليها حتى اليوم أكثر من 90 دولة، باستثناء القوى النووية الكبرى.
واليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية ليس مناسبة لتذكير بخطر أسلحة الدمار الشامل، بل هو دعوة باتجاه بناء عالم بلا فناء وسلام بلا شروط.
تقرير: إيسامار لطيف