Mask
Logo

أخبار-عربية

العراق يبدأ استخراج رفات ضحايا داعش من مقبرة الخسفة

2025-08-18

في شمال العراق، وعلى أطراف مدينة الموصل، عاد اسم الخسفة ليتصدر العناوين مجددًا، لكن هذه المرة ليس كرمز للرعب الذي زرعه تنظيم داعش، بل كمسرح لعمل إنساني وقانوني يهدف إلى كشف الحقيقة وتوثيق واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العراق في تاريخه الحديث.

الخسفة حفرة جيولوجية طبيعية دائرية، بعمق يصل إلى 150 مترًا، وبقطر يبلغ 110 أمتار، حولها تنظيم داعش إبّان سيطرته على الموصل عام 2014 إلى مقبرة جماعية، ومكان لإعدام ضحاياه من جنود وأفراد من قوات الأمن ومدنيين من مختلف الطوائف.

انطلقت المرحلة الأولى من أعمال التنقيب وتشمل رفع الأدلة وبقايا العظام من سطح الحفرة، تعمل عليها فرق متخصصة بدأت للتو أولى مراحل استخراج الرفات من المقبرة الجماعية، وحتى اللحظة عُثر على جماجم وعظام متفرقة، التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين 4000 و15000، ما يجعل الخسفة مرشحة لتكون أكبر مقبرة جماعية في العراق، بحسب تقرير أممي صدر عام 2018.

تعود إحدى أبشع الانتهاكات التي شهدتها الخسفة إلى عام 2016، حين أعدم تنظيم داعش في يوم واحد 280 شخصًا معظمهم من منتسبي وزارة الداخلية، لتضاف إلى سلسلة مجازر ارتكبها التنظيم الذي خلف في العراق أكثر من 200 مقبرة جماعية.

ينتظر آلاف الأهالي أن تعيد لهم أعمال التنقيب ذكرى أحبائهم المفقودين، وبينما تتقدم فرق الطب العدلي بخطواتها الأولى في استخراج الرفات، يبقى الأمل معلقًا في أن يتحول هذا الموقع إلى شاهد للعدالة، ورسالة بأن جرائم الماضي لن تطوى من دون إنصاف الضحايا وذويهم.



تقرير: علي الكبيسي


Logo

أخبار ذات صلة